-A +A
«عكاظ» (جدة)
لم يكف يوماً عن الركض في بلاط صاحبة الجلالة، بدأ محرراً صحفياً، وانتهى به الأمر كاتب رأي يوميا يعرف من أن يكتب المقال، يتقن إثارة الجدل، ويعرف جيداً كيف يقول رأيه بكل شجاعة، أديب سعودي وكاتب رواية يشار إليه بالبنان كلما ذكرت تجربة الرواية السعودية، عبده خال يفتح قلبه لـ«أبواب» مع هذا الحوار:

• ماذا تفتقد في رمضان الحالي؟


•• الرجاء من الله أن لا أفقد حبيبا ربطتنا المحبة ومنحنا أنفسنا فضاء متسعا من التسامح هذا على مستوى الإنسان، أما على بقية المستويات الأخرى فأنا أفتقد حياة كنت أركض فيها كعداء يطالب دائما أن لا تكون هناك نهاية.

• رمضان عالق في ذاكرتك.. متى ولماذا؟

•• رمضان الذي لايزال عالقا في ذاكرتي، هو ذاك الشهر الذي أحرقت فيه (عشتنا) الوحيدة.. بعيد جدا ذلك الزمن إلا أني أتذكر أنه حدث في قريتنا وأحدث أضرارا وتهما تعلقت في الهواء إلى حين.

كنت صغيرا لم أبلغ السنة الخامسة من عمري، ومع الأصيل أو قبله بقليل كنت ألعب مع ابنة الجيران «عريس وعروسة» -وعروستي تكبرني بعدة سنوات- وكانت تريد إجادة الدور بتجهيز الإفطار من خلال أدوات بسيطة وأرادت تجهيز «اللحوح» فأقامت «الملحة» على أساس «العشة» المكونة من القش، ولم يكن لديها كبريت فطلبت مني الإسراع إلى المطبخ لكي أجلب الكبريت والقاز، وما إن وصلت حتى أمرتني بإشعال النار، هي لحظات واندلع حريق ضخم جرى في كل أرجاء «العشة» وما حولها.. هو ذنب صغير لم أعترف به لوالدتي الا متأخرا جدا -بعد تخرجي من الجامعة-..أقول ذنبا لأن التهم أصابت جيراننا من الخلف وكانت التهمة بأنهم هم من أضرموا النار في عشتنا.

• تفضل نهار رمضان أم مساءاته الصاخبة؟

•• المساء فأنا طوال عمري أعتبر نفسي كائنا ليليا.

• شخصيات تتمنى مشاركتها الإفطار الرمضاني؟

•• كثيرة هي منها الممكن ومنها غير الممكن وغير الممكن بتاتا والدتي رحمها الله رحمة واسعة.

• طبق رمضاني لا يغيب عن مائدتك؟

•• في السابق كان طبق (الشفوت) أما الآن فهو طبق الفول.

• هل تصوم عن مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان؟

•• أدخل إلى مواقع التواصل لمدة ساعة موزعة كالتالي؛ ربع ساعة صباحا وربع ظهرا وربع بعد المغرب وربع نهاية المساء.. يحدث هذا بصورة مستمرة (في رمضان وغيره).

• موسيقى عالقة في ذهنك ترتبط برمضان؟

•• الموسيقى المصاحبة لبرنامج على مائدة الإفطار وهو برنامج رائع كان يقدمه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة.. وكذلك برنامج نور على الدرب.

• كم يبلغ إجمالي فاتورة «المقاضي الرمضانية»؟

•• يووووووه.. من المفترض أن يكون هناك راتب مقطوع لمقاضي رمضان.

• أين تتجه بوصلة «الإفطار الرمضاني» خارج المنزل؟

•• وفق المناسبات إلا أن يوم الجمعة يكون هناك إفطار رمضاني عمره الآن 37 عاما يحضره شلة (تطلب الله) وهم أصدقاء الطفولة.

• ماذا تتابع في التلفزيون، غير أذان المغرب؟

•• سابقا (طاش ماطاش) أما الآن فأتنقل بين القنوات كحاطب ليل.

• معارك تتمنى أن تطوي فصولها في رمضان؟

•• كلمة معركة في حد ذاتها لا أحبها في رمضان أو غيره، وأعرف أن السؤال مفتوح الجوانب وإن كان لي خيار أو رجاء فهي أن تخمد كل الفتن والحروب في العالم.

• مدينة تتمنى أن تقضي رمضان فيها. ولماذا؟

•• لا أغادر مدينة جدة في رمضان وإن حدث فتكون مكة والمدينة هما الوجهة كعمرة وزيارة.

• في رمضان.. هل يرتفع مؤشر التدين عندنا.. ولماذا؟

•• نعم وإن أردت الإبحار في هذه الإجابة فربما أغضب الكثيرين ولذا أشير إشارة بأننا على افتراق كبير بين النظرية والتطبيق.

• باب خرجت منه عالق في ذاكرتك؟

•• أي باب؟ لم أفهم السؤال وإن أردت إطلاق معنى الباب فسأقول لم أجرب الخروج من باب الحياة وما عدا ذلك فكل الأبواب اقتحمها بجسارة.

• كيف ترى العالم اليوم؟

•• محشور في جحر ضيق فقد استطاع الزمن إلغاء الخصوصية سواء كانت لدول أو لأفراد.

• ما موقفك من قضايا الاحتباس الحراري؟

•• أساند الدعوة الأممية بالتنبه لهذا الخطر الذي لن يصيبنا بل سيكون فجيعة المستقبل ولأن الإنسان كائن أناني فهو لا يعنيه إلا الأخطار التي تحدق به.

• لو خيرت بين العيش وحيداً في جزيرة منعزلة أو العيش في مدينة صاخبة تكتظ بالبشر. ماذا ستختار؟

•• أختار الليل في أي مكان كان.

• كتاب ندمت على قراءته.. ما هو؟

•• الندم يأتي حين لا تكون مهيأ لقراءة الرسائل المبثوثة من قبل كاتب.. هذا إذا كان كاتبا معتبرا فتصبح قراءته اكتشافا سواء قبلته أو رفضته..

• ما أكثر أيقونة يطرقها إصبعك في هاتفك؟

•• تصدق إني ما أعرف..

• خلال مسيرتك العملية.. هل مضى شراعك بما تشتهي ريحك؟

•• في أوضاع معينة مضى إلى غايته مفسدا بيت المتنبي وفي أوضاع صدقت نفس بيت المتنبى (تجري الرياح...) وفي كل الأحوال أنا أمضىي إلى تأسيس قدري فيأتي راغما..

• متى شعرت بالخذلان آخر مرة؟

•• استميحك العذر ففي فمي ماء.

• الجلوس 5 دقائق مع شيخ الإرهابيين يوسف القرضاوي، ماذا ستقول له؟

•• اختلافي مع الدكتور يوسف القرضاوي أيديولوجي ومع أي رجل مؤدلج لا يمكن له القبول بأي رأي خارج أيديولوجيته.. ومع ذلك سأقول له أنت تحولت إلى شيخ الدم وقد كتبت مقالا تحت هذا العنوان.

• ما الشيء الذي يفتح بداخلك نوافذ الحنين.. (أغنية، ذكرى، شارع، عطر..)؟

•• في الغالب نوافذ الأغاني.

• ماذا قدم لك فريقك الذي تشجعه، غير الضغط والأعصاب المتوترة؟

•• لست ممن يحمل نتائج فريقي إلى قلبي.. هي لعبة منشطة للوقت تنتهي في زمنها.

• هل تخشى من الروبوت ومزاحمته للإنسان العامل مستقبلاً؟

•• كتبت رؤية ثقافية عن هذا الموضوع وفحوى تلك الرؤية أننا سوف نصبح كائنات منقرضة وفي أحسن حال سوف تعود العبودية والسيد في ذلك الزمن هو الروبوت.

• هل للورق رائحة؟ وهل تقرأ الكتب عبر الأجهزة اللوحية؟ وكيف تصف صوت تقليب الصفحات؟

•• أنا من جيل الورق (أقصد جيل من تربى على قراءة الورق) وعجزت أن أكون قارئا من خلال الأجهزة اللوحية.. وإذا أردت وصفا لتقليب الورق فأنا أتمثل ذلك بأن قلب صفحة في كتاب أشبه بتهيج الطبيعة لأن تثور بكل مكوناتها.