دانيا أثناء تجهيزها للسفرة داخل الحرم النبوي.
دانيا أثناء تجهيزها للسفرة داخل الحرم النبوي.
-A +A
سارة الشريف (المدينة المنورة) alsharef_sara@
حلم انتظرت تحقيقه ست سنوات، وهي تذرف الدموع كلما وصلها خبر «الاكتفاء بعدد من السفر الرمضانية ولا يوجد مكان لسفرتها داخل المسجد النبوي»، غير أن صبرها لم يضع سدى، ونالت مرادها أخيراً بتفطير زوار المسجد النبوي الشريف.

دانيا الحيدري، لم تفتر عزيمتها وهي تراقب حلمها من عام لآخر، بغية نيل أجر إفطار الصائم في الحرم النبوي، وظلت تقدم طلبها قبل حلول شهر رمضان المبارك، إلى أن جاءتها الموافقة بحجز مكان لها بين السفر الأخرى. وتقول الحيدري، إنها حلمت منذ الطفولة بالمساهمة في إفطار الصائم عبر سفرتها الخاصة. وأضافت «عندما كنت بعمر 8 سنوات كان خالي يأخذني مع مجموعة من أفراد العائلة لتوزيع وجبات الإفطار في شوارع المدينة المنورة، ما زاد في داخلي حب الخير والمبادرة، والرغبة في تحقيق حلمي بسفرة داخل الحرم».


ولفتت إلى أن سفرتها في الحرم النبوي أكملت هذا العام عامها الرابع على التوالي، لخدمة ضيوف الرحمن من كل بقاع الأرض وهو شرف يتسابق الجميع عليه، مبينة أنها تحرص على تهذيب سفرتها بالطريقة التي تجذب الزوار لها، ما دفع القسم النسائي المسؤول عن السفر في الحرم إلى إرسال كلمات شكر لها.

وأشارت الحيدري إلى أنها بعد إعداد الفطور مع والدتها، تذهب إلى المخبز لشراء «الفتوت، الدقة، الماء، واللبن» لتصل إلى الحرم وتوفر كل شيء لخدمة زوار المدينة لوحدها دون معاون، فهي الوحيدة لأمها المريضة وأخوها يعمل خارج المدينة، ووالدها متوفى.

وأكدت أنها تعلمت العمل بسرعة لرفع السفرة وتنظيف المكان للاستعداد للصلاة، بينما تسمع صائمة تدعي لها ولوالدتها بالخير. وتحكي دانيا الحيدري أحد المواقف لها مع زائرة: «سمعت إحدى الزائرات من الجزائر تتمنى شراء عباءة، وفي اليوم التالي حققت لها أمنيتها، ودعوتها للجلوس على سفرتي، إذ أبدت إعجابها بشابات المدينة المنورة وخدمتهن للصائمات ونشر ثقافة التطوع».