متظاهرة لبنانية لونت وجهها بعلم لبنان في مدينة صيدا الجنوبية، حيث تتواصل الاحتجاجات على الرغم من دعوات التهدئة من قبل الطبقة السياسية. (أ.ف.ب)
متظاهرة لبنانية لونت وجهها بعلم لبنان في مدينة صيدا الجنوبية، حيث تتواصل الاحتجاجات على الرغم من دعوات التهدئة من قبل الطبقة السياسية. (أ.ف.ب)




لبنانيون يحملون الأعلام الوطنية خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في وسط بيروت أمس. (رويترز)
لبنانيون يحملون الأعلام الوطنية خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في وسط بيروت أمس. (رويترز)
 محتجون يجلسون على طريقاً رئيسياً في مواجهة الجنود اللبنانيين في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت أمس.(أ.ف.ب)
محتجون يجلسون على طريقاً رئيسياً في مواجهة الجنود اللبنانيين في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت أمس.(أ.ف.ب)
-A +A
راوية حشمي، زياد عيتاني (بيروت) hechmirawia@
لم يكن المحتجون أنفسهم يتوقعون أن تبلغ أصداء مظاهراتهم الحد الذي يهدد بقلب الطاولة على العهد، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى تقديم ورقة إصلاحية خلال مهلة قياسية، لم تتمكن من إنجازها أي حكومة على مدى عقود أدت إلى مزيد من الانهيار والبطالة.

وبحسب مراقبين، فإن استمرار الاحتجاجات لليوم الـ6 على التوالي بزخم ولحمة وطنية غير مسبوقة في المدن اللبنانية كافة، يؤسس لمرحلة جديدة، ولكن السؤال المطروح: من سيقود المحتجين للوصول إلى المرحلة المرتجاة؟ وما مدى قدرة الشارع على فرض الدعوة إلى انتخابات مبكرة رئاسية ونيابية، وإلى استقالة مستعجلة ونهائية للحكومة كاملة، وليس لأحد وزرائها؟


هذه الأسئلة وغيرها قوبلت بمحاولات لرئيس الوزراء سعد الحريري لبث الأجواء الإيجابية، إذ استقبل أمس (الثلاثاء) سفراء الدول العربية والغربية ومجموعة الدعم الدولية للبنان، شارحاً لهم أهمية ورقته الإصلاحية. بيد أن السؤال الذي بدا مهما لدى الدبلوماسية العربية والغربية: كيف سيتم تنفيذ هذه الورقة من قبل أطراف سلطة فقدت شرعيتها في نظر الشارع؟

من جهته، حول مستشار رئيس الحكومة نديم الملا استكمال دوره في بث أجواء التفاؤل حول الورقة الاقتصادية وكأنه لم يسمع قرار الشارع، متوقعا أن يكون رد فعل المانحين الأجانب على الإصلاحات إيجابيا للغاية، واعتبر في تصريحات إلى «رويترز» أمس أنها تبعث برسالة واضحة أن البلاد تتعامل مع عجز الموازنة.

وشدد على أن بعض الجماعات السياسية اقترحت إجراء تعديل وزاري، وأن مثل هذه المسألة ستحسم خلال أيام لكنها لم تصل بعد إلى حد النقاش الجاد، ولفت إلى أن حَمَلة السندات اللبنانية لن يتأثروا بالإصلاحات التي تشمل خفض خدمة الدين.

من جهتها، واصلت أطراف السلطة المتضررة من العهد شن هجومها على الحكومة، إذ وصف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الإصلاحات بأنها «مخدرات واهية» لبعض الوقت، وحذر من بيع القطاع العام، مؤكدا أنها جريمة وقد رفضناها بالأمس.

وخاطب جنبلاط رئيس الحكومة سعد الحريري بقوله: «إلى متى يا شيخ سعد ستبقى على هذا التفاهم الذي دمَّر العهد ويكلفنا من رصيدنا في كل يوم، أليس أفضل تعديل الحكومة وإخراج رموز الاستبداد والفساد منها».

بدوره، هاجم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ورقة الإصلاحات الاقتصادية، وقال: بحسب خبرتي في سدة المسؤولية فتطبيق هذه الورقة ليس بالسهولة المتوقعة، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل نتيجة الآراء المختلفة التي تبلغ أحيانا حد الفيتو على اتخاذ القرار. واعتبر أن الحل الحقيقي في تشكيل حكومة جديدة برئاسة الحريري وفريق عمل وزاري يختاره، لأننا لا نستطيع القول بأن رئيس الحكومة هو المسؤول الأوحد، طالما أن عددا من الوزراء مفروضون عليه.