عبدالرحمن الأحمدي
عبدالرحمن الأحمدي
-A +A
عبدالرحمن الأحمدي
في خضم أحداث الحياة، ومع تسارع الأوقات، وتزاحم الأعمال تنشأ خلافات طارئة، تتنوع وتيرتها ما بين العداوة الدائمة، أوالكراهية المؤقتة. وقد تكون هذه الخلافات الحياتية بين صديقين، أو زميلين، أو حتى جارين. وأتذكر جيدا حديث قريبي عن قصة جاره القاطع لكل علاقات الجوار والمحبة، لموقف عابر لا يحتمل كل تلك القطيعة المؤلمة التي حل عامها الخامس للأسف متجاوزا شهر الرحمة، والعيدين، وجميع المناسبات السعيدة؛ بسبب التنافس غير اللائق على موقف سيارات فقط!

وفي الحقيقية أقدر إلى حد معقول المشاعر السلبية المؤقتة تجاه الآخر حين وجود الخطأ غير المبرر من طرف تجاه طرف آخر، ولكن لا أفهم سبب الإصرار فيما بعد على عدم قبول العذر عن الخطأ. فقبول اعتذار المخطئ هو رفعة في الخلق، وسمو في الفكر، وتفهم لظروف الآخرين العابرة. ومثل هذا الإنسان تجده أساسا لا يحب أن يحمل أثقالا في نفسه تفوق قدرته، وطاقته، ولا يحب في الوقت نفسه أن يفقد لذة السعادة في الحياة. وفي المقابل نجد الإنسان الحاقد، أو الكاره يعيش معظم وقته في هم، وكدر ويضاعف من ظنونه السوداء حتى تضيق عليه الأرض على رحابتها.


إن من المأمول من كل إنسان أن يدرك أن الاعتذار الصادق هو البلسم العذب لكل التجاوزات المتعمدة، وغيرها ولذلك لا أتردد من تقديم اعتذاري لكل من أسأت في فهمه، أو أخطأت في حقه، أو تعجلت في الحكم على شخصه. فالدنيا لحظاتها بسيطة، وأنفاسها قصيرة وما أقسى أن تسمع بعد سنوات مضت من إنسان.. «لقد ظلمتني يوما» فحينها تود أن تعاقب نفسك عن كل تلك التصرفات الحمقاء. فهل نرى تغيرات إيجابية تقودنا لمفاهيم اجتماعية جديدة لعودة ثقافة الاعتذار المفقودة؟ هذا ما نأمله.