سوداني يحمل الوقود في الخرطوم.
سوداني يحمل الوقود في الخرطوم.
-A +A
«عكاظ» (الخرطوم، جدة) okaz_online@
فيما يسود هدوء حذر الخرطوم، تتجه الأنظار، اليوم (السبت)، نحو مدينة جدة التي تحتضن مباحثات بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع استجابة لمبادرة سعودية أمريكية. وأفاد شهود عيان بأن، اليوم (وهو الثاني والعشرين للحرب) سمعت فيه أصوات اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة ودوي الانفجارات الناتج عن قصف الطيران الحربي في العاصمة.

وكشفت مصادر سودانية أن وفد الجيش يمثله ثلاثة ضباط وسفير، فيما يمثل وفد الدعم السريع ثلاثة ضباط، وأعلن الجيش السوداني أن وفده سيناقش التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها، بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية. وأفاد بأنه أرسل وفداً إلى جدة مساء أمس (الجمعة) في إطار المبادرة، وأن الجانبين سيناقشان هدنة إنسانية فقط وليس إنهاء الحرب.


ورغم إعلان طرفي النزاع، تمديد الهدنة لـ 72 ساعة، ورغم أن الهدوء ساد العاصمة لفترة، إلا أن الاشتباكات عادت مجدداً.

ورحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بمباحثات جدة، وأعربت عن أملها في أن تقود لوقف القتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية ما يمهد الطريق لحل سلمي سياسي مستدام.

واعتبرت في بيان، أن هذه المباحثات تشكل خطوةً أولى لوقف الانهيار المتسارع الذي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، وقالت إنها تأمل من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع قراراتٍ شجاعة تنتصر لصوت الحكمة وتوقِف القتال وتنهي المعاناة التي يعيشها الشعبُ جراء الحرب. وتقدمت القوى المدنية بالشكر لحكومتي المملكة والولايات المتحدة على جهودهما من أجل الترتيب لهذه المباحثات والوصول لصيغة تنهي الحرب وتحل السلام.

وكان مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج، أعلن عدم قبول أي مقترحاتٍ لبحث المصالحة مع قوات الدعم السريع، مشدداً على أن الأولوية تكمن في حسم المعركة. وقال إن الجيش السوداني قبِل المبادرة السعودية الأمريكية لمناقشة ومراقبة آلية الهدنة، كاشفاً أنه لا توجد لقاءات مباشرة بين وفدي الجيش والدعم السريع في جدة.

ميدانياً، تجوب الطائرات الحربية سماء المدن الثلاث للعاصمة (بحري، وأم درمان، والخرطوم)، بعد أن سمى الطرفان، الجيش والدعم السريع، ممثليهما في المحادثات التي ينتظر أن تبدأ في جدة لبحث التهدئة والسبيل للوقف الدائم لإطلاق النار.

من جهتها، أعلنت نقابة أطباء السودان، اليوم، مقتل 13 شخصاً من الكوادر الطبية منذ بدء القتال، وأن عدداً من المرضى قضوا بسبب انقطاع الأدوية، مؤكدة أن 12 ألف مريض معرضون للموت بسبب نقص الأدوية والمعدات.