مستشفى في دارفور.
مستشفى في دارفور.
عبدالله حمدوك
عبدالله حمدوك
-A +A
«عكاظ» (الخرطوم) okaz_online@
وسط استمرار الاشتباكات المتقطعة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع رغم الهدنة المعلنة، اقترح رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك «خارطة طريق» لمنع الانهيار وتفادي الانزلاق نحو الحرب الأهلية. ودعا في بيان له، اليوم (الثلاثاء)، إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذراً من خطورة الصراع على دول المنطقة. وأكد حمدوك أن استمرار الحرب وانتشارها نحو رقعة أوسع قد يضر العالم بأسره. وشدد على ضرورة إشراك القوى المدنية والعسكرية في مفاوضات شاملة واستئناف العملية السياسية في البلاد. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين المتحاربين، يخضع للمراقبة والاتفاق على إنشاء ممرات إنسانية دائمة. وحث رئيس الوزراء السابق على إجراء حوار عاجل بين الجيش والدعم السريع لتوفير الأساس لوقف دائم لإطلاق النار، مطالباً زعماء دول العالم بجعل قضية السودان في مقدمة أولوياتهم.

ومع دخول القتال يومه الـ18 وسط توقف العديد من المرافق الصحية عن العمل خصوصاً في العاصمة، حذرت نقابة الأطباء من كارثة في القطاع الصحي. وقال سكرتير النقابة أطباء السودان عطية عبدالله في تصريح تليفزيوني، اليوم: ما يحدث بحق القطاع الصحي جريمة إنسانية. وكشف أن كل المستشفيات العامة في الخرطوم توقفت عن العمل، وأن مستشفيات جديدة خرجت خلال الأيام الماضية من الخدمة في العاصمة؛ بسبب عدم توفر الوقود. وأعلن أن خدمات غسيل الكلى لن تكون متوفرة للمرضى سوى خمسة أيام، مؤكد وجود نقص في الأكسجين في مشافي ولايات سودانية عدة ومن بينها الخرطوم.


وشدد على أن الحل الوحيد للوضع الإنساني هو وقف القتال في الحال. ووصف الوضع الصحي في الجنينة بإقليم دارفور بـ«الكارثي».

وحذرت الأمم المتحدة خلال الأيام الماضية من أن السودان على شفا كارثة حقيقية. وأفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط أحمد المنظري بأن النظام الصحي السوداني تعرض للكثير من الهشاشة والضعف بسبب الأزمات المتلاحقة، مضيفاً: إن الصراع واندلاع القتال فاقم الوضع سوءاً.

واعتبر مسؤولو الأمم المتحدة أنّ الوضع الإنساني يقترب من نقطة اللاعودة في بلد كان يعدّ البلدان من الأكثر فقراً في العالم حتى قبل تفجر النزاع الأخير.

وتسبب القتال بين القوتين العسكريتين الأكبر منذ 15 أبريل في مقتل ما لا يقل عن 528 قتيلًا و4599 جريحاً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية، وأدى إلى نزوح الآلاف من السودان وولايات أخرى إلى مناطق أكثر أمناً داخلياً، فضلاً عن التوجه إلى بلدان مجاورة ومنها مصر وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها.