-A +A
محمد حفني (القاهرة)okaz_online@
يبدو أفول جماعة «الإخوان» الإرهابية واختفاؤها عن المشهد الراهن مسألة وقت ليس أكثر، فبعد حالة التشظي وظهور خلافاتها إلى العلن للمرة الأولى في تاريخها، فإن التنظيم دخل في طريق الانزواء والزوال شأنه شأن التنظيمات الإرهابية التي اختفت أو توشك على الاختفاء.

وبوفاة القائم بأعمال مرشد التنظيم وزعيم جبهة لندن إبراهيم منير في العاصمة البريطانية، فإن المرحلة القادمة يمكن أن تشهد صراعاً من نوع آخر، من المؤكد أنه سينتهي بدفن هذه الجماعة الإرهابية إلى الأبد.


وفي هذا السياق، توقع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية طارق أبو السعد، ظهور مشكلات كبيرة ومتعددة داخل كيانات التنظيم بعد وفاة إبراهيم منير، كون جبهته أحد الأجنحة الكبرى المتصارعة داخل الجماعة في مواجهة جبهة إسطنبول بزعامة محمود حسين، لافتاً إلى أن منير كان بمثابة الذراع الرئيسية التي تدير مختلف ملفات وقضايا الإخوان في الخارج بحكم سيطرته على مكتب التنظيم الدولي في لندن بصفته نائب المرشد.

وكشف أبو السعد لـ«عكاظ» أنه بوفاة إبراهيم منير، أصبح أقرب الأسماء لتولي نائب المرشد هو محيي الدين محمد الزايط وكيل المكتب الإداري للجماعة في لندن، ومن بعده حلمي الجزار، لكن ربما يتم اختيار الأخير كونه الأكثر قدرة على تنظيم الجماعة، ويحظى بعلاقات متشعبة بين قيادات الإخوان المختلفة، ويختص بالعمل التربوي والخطاب الدعوي داخل الجماعة.

وتوقع الباحث أن تؤدي وفاة منير إلى مزيد من الخلافات والارتباك داخل صفوف جماعة الإخوان، مرجحاً تضاعف الأحداث خلال الأيام القليلة القادمة، ما سوف يقود إلى مزيد من التصدع والانشقاقات الداخلية، الأمر الذي من شأنه إشعال الموقف والتسبب في المزيد من خروج عدد كبير من عناصر التنظيم خصوصاً في ظل وجود جبهة ثالثة منشقة وهي «جبهة التغيير» التي انشقت عن الجماعة، رغم أن جماعة الإخوان المصنفة إرهابية على مدار تاريخها تدار بشكل مركزي، بخلاف ما يحدث اليوم بعدما وصل الصراع إلى قمة الهرم التنظيمي. لافتاً إلى أن الجماعة الإرهابية أضحت الآن في حالة موت سريري، وتراوح مكانها منذ شهر يونيو من عام 2013 بين الحياة والموت.