تجربة إطلاق صاروخ في كوريا الشمالية .
تجربة إطلاق صاروخ في كوريا الشمالية .
كيم
كيم
بايدن
بايدن
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz-online@
استفاق العالم صباح، اليوم (الثلاثاء)، على تجربة صاروخية كورية شمالية مختلفة، إذ أطلقت بيونغ يانغ صاروخا «مرعبا» حلق فوق اليابان لمسافة 4500 كيلومتر وعلى ارتفاع نحو 970 كيلومترا، وتجاوزت سرعته سرعة الصوت بأكثر من 17 مرة. الصاروخ الباليستي الجديد يفاقم التوتر بين كوريا الشمالية من جهة، وأمريكا وحلفائها خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية من جهة أخرى.

ورأى مراقبون أن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ (IRBM) الباليستي يحمل رسائل للأمريكيين، ربما أكثر من اليابانيين والكوريين الجنوبيين، إذ تضع الصواريخ الباليستية متوسطة المدى إقليم غوام الأمريكي في نطاقها، وفقا لوكالة لـ(يونهاب).


وإن كانت عملية إطلاق الصواريخ الكورية معتادة خلال الآونة الأخيرة، إلا أن خطورة «IRBM» تأتي من دخوله الأراضي اليابانية قبل أن يسقط في المحيط، حيث فعلت طوكيو نظام الإنذار المبكر «جي-أليرت» وأنظمة الطوارئ، وناشدت السلطات المواطنين بإخلاء العديد من المناطق التي سيمر بها.

ومر الصاروخ الكوري الشمالي فوق منطقة توهوكو اليابانية (شمال شرق) قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، ولم يسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وأجرت كوريا الشمالية خلال العام الحالي عدة تجارب غير مسبوقة من حيث العدد بلغت ذروتها الأسبوع الماضي عندما أطلقت 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى، بالتوازي مع إجراء أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية ضد غواصات في سابقة من نوعها منذ 5 سنوات.

ومع فشل المفاوضات مع واشنطن، كثفت بيونغ يانغ تطوير برامج أسلحتها النووية وأجرت العديد من التجارب العسكرية، فيما كانت أكثر خطواتها جرأة هو قانون يسمح لها تنفيذ ضربات نووية وقائية وهو ما يعني جعل قوتها النووية في مسار الصعود ما يثير مخاوف غربية واسعة.

الخطوة الجديدة فجرت غضب واشنطن التي توعدت برد قوي على هذا الخرق الكبير مع حلفائها في المنطقة، وشددت القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، على التزام الولايات المتحدة بأمن طوكيو وسول أمام انتهاكات بيونغ يانغ. ودعت كوريا الشمالية إلى الامتناع عن أي خروقات غير قانونية ومزعزعة للاستقرار.

من جهته، ندد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بتجربة بيونغ يانغ وتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده، فيما توعدت سول بردّ حازم تجاه خروقات جارتها الشمالية. ووصف رئيس كوريا الجنوبية يون سوك-يول، التجربة بأنها تمثل «استفزازا» جديدا لا يجب السكوت عليه وانتهاكا للمبادئ الدولية. ودعا إلى تفعيل الإجراءات المناسبة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

بدوره، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي «عدوانا غير مبرر».

وتعيد هذه التجربة إلى الأذهان واقعة 2017، وهي آخر مرة دخل فيها صاروخ كوري شمالي الأجواء اليابانية في خضم مرحلة «النار والغضب» التي كانت مشتعلة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون ونظيره الأمريكي آنذاك دونالد ترمب، عندما صنعت بيونغ يانغ رأسا نوويا صغيرا لتركيبه على صواريخها واختبرته بنجاح، فتوعدها ترمب بـ«النار والغضب» حال استمرت في تهديد واشنطن عبر تطوير ترسانتها النووية.