عربات الإسعاف تستنفر لنقل غرقى الزورق
عربات الإسعاف تستنفر لنقل غرقى الزورق
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

لم ينس اللبنانيون بعد حادثة غرق الزورق في شهر أبريل الفائت قبالة الحدود اللبنانية الشمالية الذي أدى إلى مقتل العشرات، فيما الدموع لم تجف حسرة على المفقودين الذين ما زالوا ينتظرون من ينتشل جثثهم من قعر البحر، حتى هزتهم فاجعة ثانية، وأربكت المسؤولين الغافلين عما يحدث على الحدود البحرية كما البرية.

فقد أدى غرق زورق مهاجرين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين قبالة شاطئ طرطوس، ليل الخميس، وأسفر عن مصرع العشرات (70 حتى الساعة) بينهم أطفال، إلى تسليط الضوء على وجود عمليات منظمة للهجرة غير الشرعية، خصوصا أنها انطلقت جميعها من المناطق الشمالية الحدودية، وطرحت علامات الاستفهام من قبل مراقبين ما إذا كانت تهدف إلى إفراغ مدينة طرابلس والجوار من أهلها ضمن عملية تغيير ديمغرافي!

عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة علق على فاجعة «قوارب الموت»، قائلا: «من مرفأ بيروت إلى الشمال، ارتفع عدد شهداء المؤامرة المتمادية على سلامة شعب لبنان ووحدته».

وسأل: «هل نحن أمام سياسة تهجير من الشمال عموماً إلى طرابلس وعكار بالذات، لما لها من خصوصية شعبية ووطنية ضمن استكمال مشروع الهيمنة على لبنان لحساب حزب ومحور؟، ففي الوقت الذي يُرفع شعار الطائف على أعلى المستويات، ومن المنابر الدولية، إلى التشدد بالدستور، ووسط دعوة عارمة لانتخاب رئيس جامع، نشهد صمتاً على المأساة المفتوحة، والفاجعة التي أدّت إلى إغراق عائلات بأكملها، رحمات الله عليهم».

وأضاف: «نسمع كلاماً كثيراً عن اجتماعات رئاسية هزيلة، فأي رئيس ننتخب للبنان، بعد تهجير شعبه وتفكّك مؤسّساته، وترهّل دولته وتحلّلها وإفلاس اقتصاده وتشويه رسالته؟».

وخلص حمادة متوجّهاً إلى المسؤولين في السلطة «ومن يهيمن عليهم»، قائلا: «اتّقوا الله، كفى كذبا وتكاذبا وتغطية للمآسي، ومسرحيات الإصلاح والترسيم، من هنا، أتمنى على زملائنا المجتمعين غداً في دار الفتوى، ونناشد المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، أن يقدّموا مأساة شعبنا في الشمال على أي أولويات أخرى».

فيما غرد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك، قائلًا: «الناس يَغرقون ويَحترقون، طرابلس شهيدة. في العجالة نسأل مع الطرابلسيين عن المساعدات التي وعَدت بها وزارة الشؤون لفرملة اندفاع الناس الى الانتحار في البحر يأساً. نسأل عن أصحاب المليارات مِن أبناء العاصمة الثانية وهل احتجزت المصارف الشفقة في القلوب. نسأل عن الأموال المحجوبة عن الدفاع المدني فيما مكب المدينة يَحترق. نسأل ونسأل ولا جواب لأن أهل المنظومة مغرِقون في نكشِ جسدِ الدولة بحثاً عن فتات المكاسب والمواقع».