أنصار الصدر في مبنى البرلمان.
أنصار الصدر في مبنى البرلمان.
-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@

تشهد الساحة العراقية حالة من التوتر الشديد؛ بسبب الصراع الموجود بين رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر؛ نتيجة ترشيح محمد شياع السوداني رئيساً للحكومة العراقية، إضافة إلى التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق، الأمر الذي يرفضه التيار الصدري؛ لذلك تحاول طهران فرض السيطرة والهيمنة على العراق، خصوصاً بعد فشل دورها في حسم الانتخابات البرلمانية الماضية لصالحها.

وأكد الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي الدكتور منير أديب لـ«عكاظ» أن إيران بتدخلاتها الغريبة في شؤون العراق لا تريد له الاستقرار السياسي، بل الاستمرار في حالة الفوضى والغليان، خصوصاً بعد الزيارات السرية والعلنية إلى بغداد من قبل قيادات فيلق القدس وهو ما يمثل تهديداً خطيراً لوحدة واستقرار البلاد، مبيناً أن النظام الإيراني يسعى إلى تمكين أدواته السياسية، وتمكين كافة الكتل التابعة له بداية من السيطرة على البرلمان ثم الحكومة، بهدف السيطرة على مفاصل العراق كافة، والتغلغل في شؤونه الداخلية، وهو ما آثار حالة من الجدل الشديد، والغضب المتصاعد في الشارع العراقي، وداخل الأوساط السياسية.وأشار الأديب إلى أن هدف الملالي القادم في العراق هو حشد عملائهم في جنوب العراق وبغداد، للحشد ضد المتظاهرين المؤيدين للتيار الصدري، وهو من الممكن ان يؤدى الى إشعال حرب أهلية، متهماً إياهم بتبديد أحلام العراقيين في العيش بسلام، وبسط نفوذها السياسي والعسكري، والتغلغل في مختلف أجهزة البلاد، والتنكيل بكل من يحاول الوقوف أمام هذا النفوذ، وهو ما سوف يؤدى إلى تغلغل التيارات الإرهابية المتطرفة في السيطرة على المحافظات العراقية، التي تتلقى الدعم من فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي تدمير البنية التحتية، وعرقلة جهود إعادة البناء وزعزعة استقرار المنطقة.وأشار الخبير المصري إلى أن استقرار العراق ووحدته، لن يكون إلا بإرادة العراقيين أنفسهم؛ ولذا يجب الاحتكام إلى الحوار بين القوى السياسية العراقية وسيلةً للقُدرة على تجاوز أي خلافات، وتقريب وجهات النظر المشتركة وتغليب مصلحة البلاد، وأن يحموا العراق من الانجراف في صراعات مذهبية أو طائفية، كونها أخطر أنواع الصراعات، وتفويت الفرصة على كل الأطراف التي تسعى للنيل من وحدة العراق وسلامة أراضيه.