صواريخ روسية على الحدود مع أوكرانيا.
صواريخ روسية على الحدود مع أوكرانيا.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@

تحشد روسيا نحو 130 ألف جندي على الحدود الأوكرانية معززين بأنظمة أسلحة أكثر فاعلية، إذ تزود موسكو هذه القوات بالوسائل اللازمة لمهاجمة القوات الأوكرانية من اتجاهات متعددة، ما قد يؤدي على الأرجح إلى إرهاق دفاعاتها.

وفي إطار حشدها الذي تسارع أخيرا نشرت روسيا قواتها على 3 جهات من أوكرانيا، في بيلاروسيا وغرب روسيا وشبه جزيرة القرم وعلى السفن البحرية في البحر الأسود. وتضم تلك القوات أفضل الكتائب الروسية المدربة والقوات الخاصة وصواريخ أرض - أرض التي يمكن أن تضرب أهدافاً في جميع أنحاء أوكرانيا.

وأفاد محللون عسكريون بأن وجود أكثر من 130 ألف جندي لدى روسيا في المنطقة لا يعد كافياً للاستيلاء على دولة بأكملها واحتلالها، بحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقال متخصصون عسكريون إن حرب المدن ستظل تمثل تحدياً، كما كان الحال بالنسبة للقوات الروسية التي تقاتل في الشيشان منذ أكثر من عقد، وللولايات المتحدة وشركائها في مدينة الموصل العراقية في صراعهم الأخير ضد تنظيم داعش.

وأضافوا أن عمليات الانتشار الروسية توفر لقادتها مزايا هائلة، إذ أوضح مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أنها تشمل القدرة على توجيه ضربات سريعة نحو العاصمة الأوكرانية، والاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي، والسيطرة على الأجواء، وحصار موانئ البلاد.

وقالت الخبيرة في الشؤون العسكرية الروسية في شركة Rand Corp دارا ماسيكوت: «رغم تميز القدرات الروسية إلا أنه وبمرور الوقت ستصبح المهمات أكثر تعقيداً بالنسبة لهم، مثل السيطرة على الطرق وتأمين التضاريس وتطويق المدن الكبرى».

فيما أوضح بن هودجز، وهو ملازم أول متقاعد الذي خدم قائدا للجيش الأمريكي في أوروبا من 2014 إلى 2018، أنه من خلال إحاطة أوكرانيا من ثلاث جهات، قد يحاول الكرملين الإضرار باقتصاد البلاد وتقويض حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع الحفاظ على جيشها.

وأضاف أن الخيارات مفتوحة، والدليل على ذلك أن بعض الشركات علقت خطط توسعها في البلاد، كما علقت شركة الطيران الهولندية KLM رحلاتها، وتم سحب المدربين العسكريين الأمريكيين.

ووصف الحصار الروسي لأوكرانيا مثل «أفعى تضييق على أوكرانيا»، لافتا إلى أنه «إذا كان بإمكان الكرملين إحداث انهيار، فلن يضطر للهجوم أو القلق بشأن العقوبات».

ومن بين خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممارسة الضغط العسكري على كييف دون دخول المدينة، وتحريك المزيد من القوات الروسية إلى دونباس التي يسيطر عليها الانفصاليون، بحسب فيليب بريدلوف، وهو جنرال متقاعد في القوات الجوية الأمريكية خدم كقائد لحلف الناتو من 2013 إلى 2016. ولفت إلى أن بإمكان الروس الاستيلاء على الساحل الجنوبي لأوكرانيا، الذي قد يمكّن الروس من عزل مدينة ماريوبول والسيطرة على إمدادات المياه التي تخدم شبه جزيرة القرم المحتلة.