-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
يمكن اختزال تاريخ حركة حماس الذراع الفلسطينية لجماعة الإخوان في المبدأ الميكافيلي المعروف «الغاية تبرر الوسيلة»، فالحركة التي نشأت من رحم التنظيم الإرهابي رافعة شعار المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى هي ذاتها «شحما ولحما» التي نأت عن المقاومة وتفرغت للصراعات الداخلية والإقليمية، وهي نفسها التي تتلقى تمويلاً من نظام الملالي لتنفيذ أجندة إيرانية طائفية لا تخفى على أحد.«حماس» تنظيم إسلامي سياسي سني يتحالف مع إيران، ويضم بين صفوفه أعضاء يعتنقون الفكر السلفي، تركيبة تبدو متناقضة وغير متجانسة تماما، لكنها تجتمع في الحركة الفلسطينية للمتاجرة بالقضية ودماء الضحايا .

الفلسطينيون أنفسهم يعترفون أن حماس تفضل العلاقة مع نظام طهران على علاقاتها العربية، ويؤكدون أن «إخوان غزة» لا يتورعون عن رفع صور قاتل الأطفال في سورية واليمن قاسم سليماني، ويشيدون ليل نهار بالمساعدات الإيرانية، فيما يتنكرون لكل ما تقدمه السعودية أو مصر أو غيرهما من الدول العربية..


«أينما تكن المصلحة تكن حماس حاضرة بقوة»، هذا هو ملخص رأي سياسي فلسطيني يقول: إن حماس ترى أن إيران وسورية والحوثيين وحزب الله وبعض الأحزاب العراقية هم محور المقاومة. ويضيف: حماس سنية وإيران وسورية وحزب الله والحوثيون شيعة، وهم يكرهون بعضا طائفيا، ومحورهم بعيد عن الإسلام السياسي عبارة عن «لقاء مصالح طائفية متناقض مع بعضهم البعض»، وهذا هو جوهر العلاقة بينهم. «حماس الميكافيلية» اختارت أن تصافح أيادي ملطخة بدماء أهل السنة في سورية والعراق واليمن!. وتساءل مراقب عربي: ماذا ستقول حماس للشعوب والجماهير التي اكتوت بنيران الفرس؟! لقد باع «إخوان غزة» المبادئ بعرض الدنيا، هنيئا لأعداء الأمة، فقد انتقلتم إلى مربعهم.