أحداث سبتمبر
أحداث سبتمبر
-A +A
محمد فكري(جدة)okaz_online@
ربما تكون المرة الأولى منذ 20 عاما التي سيحتفل الأمريكيون فيها بذكرى 11 سبتمبر وهم خارج أفغانستان، لكن السؤال الأهم: هل حققت واشنطن أهدافها وانتصرت في الحرب على الإرهاب التي دخلت من أجلها بعديدها وعتادها أفغانستان؟. ثمة من يدقون أجراس الإنذار والخطر محذرين من احتمالات صعود جماعات وتيارات إرهابية في مناطق مختلفة من العالم بينها أفغانستان.

وفجر قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب المتسارع قبيل ذكرى الهجمات الدامية في 2001، المخاوف بشأن إمكانية عودة تنظيمات الإرهاب خصوصا القاعدة وفروع داعش، فضلا عن أنه ترك فراغاً أمنيا ومؤسسات ضعيفة.


ويرى مراقبون، أن ثمة خطأ أمريكيا مفاده أن هناك اعتقادا بأن الحرب على الإرهاب سوف تنتهي بالخروج من أفغانستان، ويحذرون من أن واشنطن يمكن أن تدفع ثمناً باهظاً إذا وقعت أفغانستان مجددا في أيدي جماعات العنف والإرهاب. ويعتقد هؤلاء أن تكلفة الانسحاب الذي جاء بطعم الهزيمة ستكون أكبر وأكثر خطورة على أمريكا والعالم، إذ لايزال تنظيم «داعش ولاية خراسان» يطل برأسه وإرهابه الأسود، وهو ما ظهر جليا في استهدافه المغادرين في مطار كابل موقعا مئات القتلى والجرحى بينهم أكثر من 30 قتيلا وجريحا من الجنود الأمريكيين، وهو ما يشي بأن خلايا التنظيم الإرهابي لا تزال منتشرة في كل مكان، وأن حرب العشرين عاما لم تقض عليه.

ولا يستبعد محللون تنامي خطر الإرهاب خلال المرحلة القادمة في محاولة لعرقلة طالبان، إذ إن الاعتقاد بأن «داعش» انتهى واتخاذ القرارات بناء على هذا الافتراض الخاطئ، يمثل منعطفا خطيرا في مسيرة الحرب على الإرهاب. ويعتبر المحللون أن إعلان بايدن بأن بلاده حققت أهدافها في مكافحة الإرهاب، وأنها قضت على القاعدة في أفغانستان، يمكن الرد عليه بأنها أخفقت في بناء جيش أفغاني قوي، وهو ماظهر جليا في سيطرة طالبان السريعة على الولايات الأفغانية ووصولها إلى العاصمة كابل دون قتال.

إن الأمر الأخطر هو أن جماعات «الإسلام السياسي» لا يمكنها العيش من دون خصومة أو عداوة، وهو ما ظهر جليا في كل التجارب حتى الآن، وأن مآلهم إلى الإخفاق، وهذا ما أخطأت فيه الولايات المتحدة أيضا التي اعتقدت أنه يمكن إجراء نوع من المصالحة مع هكذا تيارات وجماعات.