مليشيات إيرانية في العراق. (متداولة)
مليشيات إيرانية في العراق. (متداولة)
-A +A
فهيم الحامد (جدة) Falhamid2@
من ينقذ المنطقة من وكلاء إيران؟ يكمن خطر تزويد المليشيات التابعة للحرس الثوري بالصواريخ في 4 دول عربية بالمنطقة في تهديد الأمن القومي، والدفع باتجاه توتير الأوضاع ووضع المنطقة برمتها على «شفير الحرب».

النظام الإيراني يعمل بشكل متزايد على تزويد حلفائه والجماعات التي تعمل له بالوكالة بصواريخ باليستية طويلة المدى وطائرات بدون طيار، الأمر الذي أصبح مصدر توتر مستمر في الشرق الأوسط. وفي السنوات الأخيرة، لم يكتف الحرس الثوري بتسليح العديد من تلك الجماعات الإرهابية بصواريخ طويلة المدى وصواريخ أخرى، ولكن الأمر تطور إلى مساعدتها في إنتاج هذه الأسلحة.


وتكشف التقديرات أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يتولى تجنيد وتسليح وتدريب أكثر من 200 ألف من المليشيات في أنحاء الشرق الأوسط.

لإيران أذرعها في المنطقة وهي أذرع خشنة إرهابية زادها انشغال النظام السياسي العربي في مشاكله الداخلية وتداعيات الربيع العربي الذي أعطى إيران الفرصة في التحرك وتسمين المليشيات الطائفية التي ازدادت توحشا وطيشا وشيطنة. وساهم تجاهل وتقاعس المجتمع الدولي في التعامل بحزم مع النظام الإيراني في أن استطاع النظام تبني منظومة إرهابية طائفية عقائدية امتدت شبكة جواسيسها المأجورين والمتطوعين لتغطي 4 دول عربية هي العراق ولبنان وسورية واليمن إلى جانب عدد من الدول الإسلامية.

وكان الخميني منذ بداية الثورة يفكر بدول عربية سنية تحاربها إيران بعرب طائفيين واختار العراق؛ وذلك هو الأساس الذي اعتمدت عليه النظرية الخمينية الإرهابية.

وإذا ما كانت إيران قد ضبطت المعادلة في أوقات سابقة على أساس حاجة وكلائها الإرهابيين إليها، فإنها اليوم وهي تستعد لمواجهة أوقات عصيبة بسبب العقوبات الأمريكية في أمسّ الحاجة إلى وكلائها، فإيران تحارب دفاعا عن عقيدة طائفية إرهابية مع وكلائها، بل هي تحارب تعبيرا عن نزعتها الشيطانية.

لقد حذرت دول الخليج من تنامي دور وكلاء النظام الإيراني في الدول العربية، خصوصا أن إيران أنشأت شبكة من المليشيات التي تقاتل في جميع أرجاء الشرق الأوسط، يصل عدد مقاتليها ومجنديها إلى عشرات الآلاف، ينحدرون من بلدان العالم الإسلامي، ولديهم دوافع ومصالح متباينة. والهدف المشترك هو استعراض القوة الإيرانية وتعزيز أيديولوجية طهران الثورية الإرهابية، والمساعدة في التمدد الطائفي.

وقد لعب فيلق القدس الإيراني الإرهابي دورا رئيسيا في تدريب الوكلاء المعروفين بولائهم للعقيدة الطائفية الإيرانية، وتحضّر طهران في عهد رئيسي جيلا جديدا من المليشيات في دول إسلامية وتعزيزها في دول أخرى مثل باكستان وأفغانستان ودول آسيا الوسطى وأفريقيا لتحقيق النزعة التوسعية الإيرانية الإرهابية.