مليشيات طالبان تتقدم صوب العاصمة. (متداولة)
مليشيات طالبان تتقدم صوب العاصمة. (متداولة)
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
فيما يتفاوض ممثلون عن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة منذ أمس (السبت)، يخوض الطرفان مواجهات طاحنة على أرض الميدان في أفغانستان، الأمر الذي دفع مراقبين إلى توقع تراجع المفاوضات مع تقدم طالبان في ساحة المعركة، إذ إن الحملة العسكرية التي تشنها طالبان منذ شهر مايو الماضي تبدو في حجمها وسرعتها منسقة ومخطط لها، كما أن ضعف قدرات القوات الحكومية على كبح تقدم المسلحين ينسف كل الآمال التي كانت معلقة على حدوث اختراق في محادثات السلام والوصول إلى اتفاق حول تقاسم السلطة.ورسم تقرير الاستخبارات الأمريكية صورة قاتمة للوضع في أفغانستان، وحذر أحدث تقييم لها، من تقدم حركة طالبان بوتيرة متسارعة وتدهور الوضع الأمني في البلاد. وبحسب شبكة «سي إن إن»، فقد توقعت تلك التقارير من أنّ الحركة المتشددة قد تسيطر قريباً على جزء كبير من البلاد في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية. وأفادت الشبكة الأمريكية من خلال تقرير نشرته أمس (السبت)، بأن مصادر عدة مطلعة على آخر التقييمات اعتبرت أن كابول ستكون «محطة أخيرة» للحركة التي من المرجح أن تستهدف مراكز سكانية كبيرة قبل التقدم نحو العاصمة. من جهته، أعلن كبير مستشاري الهيئة العليا للمصالحة الوطنية في أفغانستان مصطفى مستور، بدء مباحثات في الدوحة مع طالبان أمس ولمدة يومين، لمناقشة قضايا جوهرية تهدف إلى إحلال السلام. وقال إن الحركة تسعى خلال المفاوضات إلى تغيير الدستور ونظام الحكم. وأضاف أن هناك وفدا من 9 أعضاء من النخبة السياسية اتجه إلى الدوحة للمشاركة في المفاوضات. يُذكر أن فكرة الحوار مع طالبان طرحت من جانب الرئيس السابق حامد كرزاي في عام 2004 وتبنتها واشنطن في 2009، إلا أن تلك المساعي تعرضت في عدة مراحل لعرقلات بسبب تجاوزات طالبان وانتهت مع واشنطن باتفاق في فبراير 2020. أما المحادثات الأفغانية الأفغانية فقد أعلنت طالبان استئناف المفاوضات مع الحكومة قبل أيام. وهكذا يبدو المشهد في أفغانستان، إذ إنه بعد مرور 20 عاماً على الحرب انسحبت القوات الأمريكية وقوات حلف (الناتو) بشكل متسارع، في وقت باتت طالبان تستعيد الأراضي التي كانت خارج سيطرتها بوتيرة متسارعة في جميع أنحاء البلاد، وهو ما دفع الاستخبارات الأمريكية إلى رسم صورة متشائمة للوضع في أفغانستان وسط تحذيرات من سرعة سقوط العاصمة كابول ومن ثم انهيار الحكومة الحالية.