المحتجون أحرقوا مقطورات خارج القنصلية الإيرانية في كربلاء.
المحتجون أحرقوا مقطورات خارج القنصلية الإيرانية في كربلاء.
-A +A
فهيم الحامد (مكة المكرمة) Falhamid2@
لو كان الهالك قاسم سليماني حيا فإنه حتما سيفرك أعينه بيديه وهو غير مصدق أن الجيل العراقي الجديد لم يعد يؤمن بالطائفية التي نشرها في العراق؛ بعد إضرام النار في القنصلية الإيرانية في كربلاء الذي يعد مؤشرا بارزا على نفاد صبر الشعب العراقي على تدخلات النظام الإيراني وحنقه على الحرس الثوري الإرهابي الذي حوّل العراق إلى مستعمرة طائفية إرهابية، وأصبح الشعب يجدد شعاراته «إيران بره بره».. إن إضرام محتجين عراقيين النار في مقطورات تابعة للقنصلية الإيرانية في كربلاء وسط غضب واسع النطاق لمقتل الناشط إيهاب الوزني رميا بالرصاص من قبل مهاجمين مجهولين، الذي شارك في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت العراق في أكتوبر 2019 يجسد مدى غضب الشعب العراقي على الاستفزازات الإيرانية، حيث أثارت وفاة الوزني احتجاجات استمرت يوما كاملا في كربلاء، إذ أغلق المتظاهرون الطرق والجسور بإطارات مشتعلة. وتجمع عشرات المتظاهرين (الأحد) الماضي خارج القنصلية الإيرانية، وأحرقوا الإطارات أمام المبنى وأشعلوا النار في عدة مقطورات كانت متوقفة في الخارج. ويبدو أن الوضع في كربلاء عكس مشاهد مماثلة في نوفمبر 2019 خلال الاحتجاجات في بغداد ومحافظات العراق ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب.المراقبون للشأن العراقي الداخلي يؤكدون على جدية وأهمية الانقلاب الحادث في الداخل من قبل الشباب العراقي، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره والرافض للحضور الإيراني الطائفي في العراق. التحول الجاري في كربلاء هو انعكاس للمشهد في الشارع العراقي المصيري كونه غضبة شعبية قوية جامحة على إيران التي مدت أياديها الأخطبوطية عبر كافة مناحي الحياة العراقية، ومارست أنواعاً من النفوذ جعلت منها صاحبة الأمر والنهي في الداخل العراقي. ويبدو أنه خُيّل للملالي طوال العقود الأربعة الماضية أن الشعب يمكن أن يساق بالأيديولوجيا الطائفية، وفاتهم أن الأمم في حاجة إلى السيسيولوجيا لفهم أبعادهم الاجتماعية ورؤاهم وتطلعاتهم الإنسانية، وما عدا ذلك يبقى من غثاء السيل. لقد راهن الملالي على أن الانتماءات العقدية يمكن عند لحظة معينة أن تطفو فوق سطح الانتماء والولاء للأرض والعرض، للتاريخ والثوابت والجذور، غير أن هذا في لحظات يكاد ينهار. فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الإرهابي جعل العراق أسيراً لطهران، وفاته أن الشعوب وعند نقطة زمنية بعينها تستيقظ من أوهام التبعية وتسعى في طريق التحرر من الطائفية إلى الحرية وهذا ما يحصل حاليا في العراق. إن ما جرى في كربلاء يعتبر زلزالا بكل معنى الكلمة، فحين تحرق القنصلية الإيرانية في كربلاء فإن في الأمر رسالة لا تخطئها العيون ولا العقول، بأن زمن الوجود الإيراني في العراق وهيمنته قد انتهى وإلى غير رجعة، وأن أي أدوات إيرانية وحشية لمواجهة هذا الرفض مآلها الفشل وانكشاف الدور التخريبي الإيراني من جديد في المنطقة وحول العالم. كربلاء تنتفض على ملالي قم.. الحنق يزداد على الحرس الثوري الإرهابي.. وشعارات إيران «برّه برّه» تتصدر.. وطائفية خامنئي تتآكل.