-A +A
غانم العابد GH3ABID@
قد تكون المرحلة الحالية هي أخطر ما يمر به العراق ويمكن أن نسميها مرحلة «عراق ما قبل الفوضى» في ظل التقاء مصالح أخطر ثلاثي متمثل بـ(إيران المارقة، المليشيات الطائفية الولائية، داعش الإرهابية) وهي الفوضى التي تحقق لكل طرفه هدفه منها.

إن النجاحات الأمنية التي حققتها مؤخراً حكومة مصطفى الكاظمي في اصطياد العديد من رؤوس داعش تعتبر خطوة ذكية جداً استبقت فيها حكومة الكاظمي إيران أو أصحاب النفوذ المليشياوي المسلح لمنعهم من استخدامها كورقة في المستقبل القريب بطريقة (التخادم) في ظل الكثير من حالات الاستغراب التي أثيرت بعد فاجعة التفجيرين الانتحاريين في ساحة الطيران ببغداد.


إن الذهاب إلى نظرية (التخادم أو التقاء المصالح) بين (إيران والمليشيات الولائية وداعش) أصبح حديث كل العراقيين بعد حادثتي التفجير الانتحاري في ساحة الطيران ببغداد وهجوم داعش على قوات للحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين؛ باعتبار أن هذه الأطراف هي أكثر الأطراف التي ستستفيد من هكذا حوادث؛ منها طرف ساع لإعادة إنتاج نفسه، وآخر يسعى للحفاظ على سلطته وسلاحه، وثالث عازم على عدم التفريط بنفوذه في العراق، بالإضافة إلى غاية مشتركة بين هذه الأطراف بإظهار المؤسسة العسكرية الرسمية والحكومة العراقية بمظهر الضعيف غير القادر على ضبط الوضع أو الأمن في العراق.

نجاحات الحكومة العراقية أمنياً قد تشكل خطراً أكبر على العراق من قبل هذه الأطراف التي بدأت تقل خياراتها، مما قد يجعلها تتجه لخيارات أكثر خطورة من أجل تحقيق أهدافها وإبقاء نفوذها وسلطاتها، ولا أستبعد أن الخيار الطائفي قد يكون من ضمن الخيارات القليلة المتبقية لهذه الأطراف التي تعتاش وتتنفس عليها وتحقق له أهدافها، كأن تساعد أو تتخادم مع جهة تقوم باغتيال شخصية طائفية بارزة أو استهداف مرقد كبير له رمزية، يتزامن معها انتشار واسع للجيوش الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي أو القنوات الممولة من الاتحاد الإذاعي الممول من قبل إيران ليوظف هذا الحدث ويغذى طائفياً من أجل أن يحدث انقسام واحتقان طائفي بين أبناء المجتمع العراقي.

هذا التخادم والرغبات المشتركة بين هذه الأطراف يعني أن إيران استطاعت أن توظف كل الأطراف المتطرفة (السنية والشيعية) (المسلحة والإعلامية) لتحقيق أهدافها التي قد تتجاوز الساحة العراقية في ظل الصراع الأمريكي الإيراني، وقد يصل إلى دول المنطقة من أجل استخدامهم للقيام بأعمال تخريبية عبر انتحاريين أو مليشياويين.