-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
يخطئ من يعتقد أن هناك اختلافا إيدلوجيا بين النظام الإيراني الطائفي، وتنظيم القاعدة الارهابي؛ كون الهدف العقائدي الجوهري ينصهر، ويندمج لتبني الشراكة التدميرية والتخريبية الطائفية الظلامية للوجهين الإيراني والقاعدي اللذين يعتبران عملة واحدة.. خصوصا أن العلاقة الإيرانية مع التنظيمات الإرهابية بمختلف تلوناتها الأيديولوجية والمذهبية والطائفية، هي نفس الفكر التخريبي الذي لم تحد عنها إيران منذ عام 1979، من أجل تحقيق الغاية الإيرانية الطائفية في تمدد الفكر الإرهابي الطائفي والتأثير والسيطرة على مختلف التفاعلات والتوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الاسلامي؛ عربدة وتدميراً وقتلاً وتفجيراً، بدعم فاضح وترتيب وتنسيق من تنظيم القاعدة وأذرعته الإرهابية.. ولم يعد خافياً أن المشروع الإيراني التوسعي الطائفي هو لضرب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، كون الهدف من توسع إيران السرطاني تحت عباءة المذهبية الطائفية هو منح سياستها «شرعية» دينية مزعومة لإكمال مسرحية «المستضعفين» التي انفضحت وأصبحت مشكوفة للعالم..

وجاء إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن نظام إيران ساعد تنظيم القاعدة في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، مؤكدا أن القاعدة وإيران محور الدمار في العالم؛ كتأكيد للمؤكد وفضح النظام الإيراني أمام الملأ العالمي كون إيران سمحت لعناصر القاعدة بحرية التواصل مع الخارج، وحرية الحركة في الداخل.. وكان بومبيو محقاً عندما قال إن إيران بأنها أفغانستان الجديدة بالنسبة للقاعدة كون إيران احتضنت جميع قادة وزعماء القاعدة على أراضيها.


‫ويبدو أن التآمر الإيراني ذهب إلى أبعد من اقتصار رعايتها السياسية والأمنية على حركات إرهابية كحزب الله اللبناني أو الحوثي والحشد لتشمل تنظيمات إرهابية مثل حركة الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش، لتوافق المصالح الأمنية المشتركة التخريبية ولجعل إيران تمد جسور التواصل التدميرية لتؤكد المؤكد لصفحة لم تعد خفية من صفحات الإستراتيجية الإقليمية الإيرانية الطائفية الإرهابية في المنطقة والعالم. إن التعاون السري بين طهران والقاعدة؛ دشن في أوائل التسعينات في السودان، واستمر بعد انتقال تنظيم القاعدة إلى أفغانستان، بل وتجلى على الأراضي الإيرانية قبل وأثناء وبعد هجمات 11 سبتمبر.

وعلى الرغم من أن النظام الإيراني معروف بتعاونه الإرهابي مع القاعدة، إلا أن الولايات المتحدة اتهمت إيران رسمياً لأول مرة في يوليو 2011 بتشكيل تحالف مع القاعدة يتضمن إيواء عناصر القاعدة على أراضيها، فضلاً عن مساعدة القاعدة على نقل الأموال والأسلحة والمقاتلين.

ويكرس مقتل رجل القاعدة الثاني، أحمد المصري، مع ابنته أرملة حمزة بن لادن، اللذين كانا يعيشان في إيران، ليس فقط احتضان طهران قيادات القاعدة فحسب، بل التخطيط معهم في ضرب الدول العربية والإسلامية ودول العالم.

وكشف وزير الخارجية الأمريكي عن أن عضو القاعدة أبو محمد المصري الذي قتل قبل نحو عام كان يعيش في إيران، مشددا أن تنظيم القاعدة وجد الملاذ الآمن في إيران.

لقد أصدرت محكمة نيويورك الفيدرالية في منتصف شهر مارس من عام 2016 حكما بتغريم إيران مليارات الدولارات تعويضاً لعوائل أمريكيين قتلوا في هجمـات 11 سبتمـبر 2001.

إلا أن موقف المجتمع الدولي من إيران ما زال يحتاج مزيداً من الحزم وخاصة بعد الكشف عن التعاون بين طهران والجماعات الإرهابية حول العالم، وخاصة تلك الملتحفة بغطاء الفكر الطائفي.. لقد انصهرت واندمجت الطائفية مع الظلامية، وأصبحت قم هي مدينة تورا بورا فارس.. وأضحت إيران «قاعدة» الإرهاب.. لقد انكشف الغطاء وانفضحت مظلومية الملالي.. حان الوقت للتصدي للمحور الذي يربط إيران والقاعدة.