المعارك على أشدها في كاراباخ
المعارك على أشدها في كاراباخ
جنود من أذربيجان
جنود من أذربيجان
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
أكدت مجلة «فورين بوليسي»، أن الحرب الدائرة بين أرمينا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ المتجدد، جاءت في وقت سيئ للغاية بالنسبة لإيران، معتبرة أنها بدت «مكبلة اليدين»، وظهر دخولها على خط الصراع خجولاً ومتردداً على وقع أصوات أقليات متعالية داخلها. وأفادت المجلة في عددها الأخير، أن إيران تواجه في الداخل وضعا اقتصاديا صعبا للغاية جراء العقوبات الأمريكية، فيما تشارك خارجيا في العديد من المغامرات الجيوسياسية غير المنتهية من العراق إلى سورية وغيرهما.

وبحسب المجلة، فإنه على الرغم من أن طهران قد ترغب في الانخراط في الصراع في جنوب القوقاز، إذ لعبت سابقا دور الوسيط إلا أن وضعها الحالي لا يسمح بذلك.


واعتبرت أن طهران لم تعد بالاستقلال الدبلوماسي الذي كانت تتمتع به في أوائل التسعينيات، عندما اندلع القتال بين أرمينيا وأذربيجان حول كاراباخ، لذا يتعين عليها أن تحتل مقعدا خلفيا هذه المرة، وراء روسيا وتركيا والغرب.

من ناحية أخرى، تتخوف إيران من تأثير هذا الصراع على بعض الأقليات لديها، فمع وجود الأقلية الآذرية الكبيرة في إيران «حوالى 20 مليون نسمة»، هناك احتمال وخوف حقيقي من أن يتوسع الصراع الأرميني الأذربيجاني ويشكل خطرا جسيما على الأمن الداخلي الإيراني، وهذا ما يجعل السلطات الإيرانية مكبلة، فطهران لا تريد أن تخسر في هذا الصراع، لكنها ضعيفة.

وأوضحت «فورين بوليسي» أنه في الأول من أكتوبر أصدر ممثلو المرشد علي خامنئي في 4 مقاطعات شمال غرب البلاد حيث يقطن عدد كبير من السكان الأذريين، بيانا مشتركا داعما لأذربيجان، مؤكدين أن منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية تابعة لباكو. إلا أن هذا البيان تزامن في حينه مع تقارير أفادت بأن طهران فتحت مجالها الجوي أمام الإمدادات العسكرية الروسية المتجهة إلى أرمينيا، ما اعتبره مراقبون سياسيون تناقضا وارتباكا في الموقف الإيراني.

هذه المواقف أشعلت عدة احتجاجات ليس فقط في محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية ولكن في طهران، وصدحت هتافات مثل «كاراباخ لنا. ستبقى ملكنا»، ما دفع الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف ومستشا رالمرشد علي أكبر ولايتي، إلى التأكيد سريعا أن على أرمينيا الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها منذ 1994.

هذا الخوف من أي حراك شعبي- بحسب المجلة- لم يجعل إيران تفكر حتى في موقفها الداعم لأذربيجان، على الرغم من معرفتها بالشراكة الوثيقة بين باكو وإسرائيل، فأذربيجان واحدة من أربع دول ذات أغلبية شيعية في العالم، لديها علاقات اقتصادية وعسكرية واستخباراتية وثيقة مع إسرائيل، عدو طهران الإقليمي، إلا أن الإيرانيين تعلموا منذ عقود التكيف مع هذا الواقع.

ببساطة، إيران ليست في وضع يمكنها من التصرف ضد الأقلية الأذرية في البلاد، إذاً يشكل موضوع الأقليات مصدر قلق خطير لطهران، فإيران ليست مستعدة للتعامل مع انتفاضة بين الأقليات في الوقت الحالي.