-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
أضحى النظام الأردوغاني منهمكا فقط بفتح بؤر إرهابية إخوانية جديدة بامتياز ومتخصصا في التخريب والتدمير ونشر الفتن، وانتقلت مؤامرات أنقرة من ليبيا التي دمرها مرتزقة النظام التركي إلى القوقاز؛ بإرسالها مليشيات سورية لدعم أذربيجان ضد الجارة أرمينيا، مؤذنة بحرب جديدة إرهابية إخوانية في القوقاز قد تمتد لنطاق واسع تحرق الأخضر واليابس. ولم تتردد تركيا في صب النار على الزيت كعادتها في تدخل واضح وصريح بشؤون أرمينيا، إذ دعا أردوغان مواطني أرمينيا إلى التمسك بمستقبلهم في مواجهة ما وصفه بـ«قيادة تجرهم إلى كارثة ومن يستخدمونها كدمى» بحسب قوله، مضيفا أن تركيا سوف «تواصل على الدوام» تضامنها مع باكو؛ في الوقت الذي نقلت أنقرة مئات المرتزقة السوريين إلى حليفتها أذربيجان، إلى جانب إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع باكو، وتهيئة الأرضية لتأسيس قاعدة عسكرية تركية قرب الحدود مع أرمينيا؛ هذه السلوكيات العسكرية العدوانية التركية ترافقت مع سلسلة من المواقف والتحركات السياسية، التي أظهرت تأييدا سياسيا مفتوحا من أنقرة إلى باكو، حيث يسعى الطاغوت الأردوغاني لتعزيز نفوذه في منطقة نزاع أخرى. ومع مرور الوقت شهدت الإستراتيجية التركية العدوانية من خلال نقل مرتزقة سوريين للحرب لمسرح العمليات العسكرية على غرار ليبيا؛ إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بنقل أول دفعة ضمت 300 مقاتل من فصيلي «السلطان مراد» و«الحمزات» إلى أرض المعارك، مؤكدا أن المرتزقة وعدوا باستلام رواتب تصل لنحو 2000 دولار شهريا، ليُفتح الباب أمام إستراتيجية تركية في ذلك الملف شبيهة بالتوجهات التركية في ليبيا. الخطوة التركية جاءت كتتويج للتصريحات الواضحة أثناء الأزمة العسكرية الأخيرة، إذ أكد المسؤولون الأتراك دعم أنقرة المفتوح لأذربيجان في صراعها إلى جانب التأسيس لمعسكرات المرتزقة التابعين لتركيا في أذربيجان، وتشييد قاعدة عسكرية تركية في منطقة ناختشيفان، بالقرب من الحدود الأرمينية، شبيهة بالقواعد العسكرية في كل من قطر والصومال وليبيا، بحسب مصادر موثوقة. بينما أشارت «واشنطن بوست» إلى أن هناك تعهدات تركية لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي، ومنح أذربيجان طائرات من دون طيار تركية الصنع، إلى جانب أنواع جديدة من الصواريخ وأجهزة الحرب الإلكترونية.. وأكد المراقبون أن الاندفاعة التركية إلى جانب أذربيجان ستدخل تركيا في مزيد من الصراعات الإقليمية تتجاوز حجمها ودورها الجيوسياسي للتعامل مع الملف الأذري الأرمني، من باب الدخول كلاعب في الصراع بين الدولتين، وبالتالي كسب المزيد من النفوذ الإقليمي. إنه الدور التركي التخريبي من سرت إلى «معركة قُرة باخ»..