مليشيات موالية لإيران في سورية.
مليشيات موالية لإيران في سورية.
-A +A
غانم العابد (بغداد) GH3ABID2@
تشهد الحدود العراقية السورية منذ مطلع سبتمبر الجاري توافداً غير مسبوق على المنطقة من قبل فصائل مسلحة موالية لإيران، رافقه تدشين مقرات جديدة لتلك المليشيا في مدارس ثانوية ومبان سكنية قريبة من الشريط الحدودي ضمن بلدات عدة داخل المحور الممتد من البوكمال وحتى أطراف ريف دير الزور في سورية، ومن القائم وحصيبة ومكر الذيب على امتداد يصل لأكثر من 145 كيلومترا في العراق.

ووفقا لمصادر عراقية مطلعة، فإن التحشيد الجديد للمليشيا يتركز في المناطق الحدودية بين العراق وسورية من جهة الأنبار ـ البو كمال، وتضمن تشييد مقرات جديدة وزيادة العناصر في مناطق حدودية غير سكنية، وأخرى داخل بلدات ومناطق سورية حدودية من أبرزها بلدة صبيخان وأحياء جنوب شرقي الميادين ومنطقة التبني والسويعية، والبناء الجاهز والطلائع.


وقدرت المصادر عدد المقرات التي جرى افتتاحها بأكثر من 20 مقرا جديدا بينها مقران رئيسيان في مركز مكافحة الآفات الزراعية السابق، ومقر لحزب البعث السوري في شارع التأمين بالبلدة ذاتها، ومركز طبي أهلي يعرف بعيادات الشام مغلق منذ سنوات طويلة وأعادت المليشيات تأهيله مقرا لها.

وتعد مليشيا حزب الله والنجباء والخراساني والطفوف ولواء حيدريون وأنصار الإمام الحجة والبدلاء وسيد الشهداء والعمليات الخاصة - بدر، إضافة الى مليشيا إيرانية وأفغانية تنتشر بالمنطقة، أبرز الفصائل التي تنشط في الشرق السوري إلى جانب تمثيل رمزي لقوات تتبع الفرقة الرابعة بجيش النظام السوري.

وأقر مسؤول عراقي بارز في بغداد لـ«عكاظ» بانتقال غالبية أفراد المليشيا من العراق برا إلى سورية عبر الحدود، مؤكدا أن المليشيا الموجودة هناك متعددة الجنسيات والعراقية أكثرها عدداً. وقال إنه لا يمكن إيقاف انتقال تلك المليشيا كون تحركاتها بتوجيه إيراني. ولفت إلى أن الحكومة تعاني أصلاً من المليشيا في بغداد وقد تكون فكرة انشغالها (أي المليشيا) في محور آخر في سورية مناسبة بالوقت الحالي لها.

وأكد مراقبون أن وجود تلك المليشيات في المناطق الحدودية العراقية السورية هدفه تأمين طرق نقل إيرانية إلى سورية عبر العراق، وإيصال السلاح إلى حزب الله اللبناني.

وقال الشيخ نصّار الشعيطي أحد وجهاء بلدة البو كمال ويقيم حاليا بالقرب من الرقة تحت مناطق نفوذ قوات (قسد) لـ«عكاظ» إن السكان باتوا يفضلون الإقامة في مناطق تسيطر عليها أي قوات أخرى غير تلك التابعة للمليشيا أو النظام السوري. وأضاف: تمت مصادرة منازلنا ومحتوياتها، وأفراد المليشيات في بعض المناطق أكثر من عدد السكان.

واعتبر أن الاستمرار في تحشيد المليشيا داخل مناطق شرق سورية هدفه تعزيز هيمنة إيران ومنع تمدد قوات سورية الديموقراطية (قسد) في الوقت الحالي. وكشف أن تلك المناطق تحولت لساحة تدريب لعناصر المليشيا كونها خالية، فضلاً عن كونها ممر تهريب أسلحة ومواد كهربائية وسيارات مسروقة وأدوية من العراق إلى سورية عبر شبكات تهريب ترتبط بالمليشيا وتحول ذلك إلى تجارة تدر أموالا طائلة.