الخميني
الخميني
خامنئي
خامنئي
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
بعد أكثر من 3 عقود من الزمان من الحرب الضروس بين إيران والعراق، في عام 1988، أعلن خميني زعيم النظام الإيراني في حينه قبولها قرار مجلس الأمن رقم 598 الداعي لوقف إطلاق النار، والانسحاب إلى الحدود الدولية، وتبادل الأسرى، وعقد مفاوضات السلام، بعد ما قتل مئات الآلاف من الإيرانيين؛ الأمر الذي دعا الخميني رغماً عن أنفه أن يعلن تصريحه الانهزامي الشهير «ويل لي. أنا أتجرع كأس السم... كم أشعر بالخجل...»، معبراً عن الهزيمة الإيرانية المذلة. وبعد أكثر من ثلاثة عقود من تصريح الخميني: أعاد راعي الإرهاب في العالم خامنئي تصريحاً آخر مماثلاً لخميني بتجرعه كأس السم عند ما قال مؤخراً أمام عدد من قادة النظام الإيراني أنه تجرع السم عند قبوله بالاتفاق النووي عام 2015.

وعلى خامنئي أن يعد العدة ويحهز تصريحاً آخر كونه سيتجرع كأس السم الثالثة في 17 أكتوبر وهو موعد تمديد فرض حظر السلاح على النظام الإيراني والذي سيقصقص أجنحة النظام الإيراني الذي مشكلته مع العالم لم تبدأ بمشروعه لتطوير سلاحه النووي أو الصاروخي فحسب؛ بل اختياره التدمير والتخريب وبث الفكر الطائفي الإرهابي في العالم والعابر للحدود، الذي تصدره في صناديق السلاح والمال والآيديولوجيا الطائفية، على أكتاف مليشياتها الذين ترسلهم أرتالاً إلى خارج حدودها، للعراق وسورية واليمن ولبنان وشبكات المال المشبوه العابر للقارات وافتعال الحروب الطائفية في مشارق الأرض ومغاربها.


إرهاصات الكأس المسمومة بدأت من الداخل الإيراني بشكل واضح عندما انتفض الشارع ضد خامنئي وحرق صوره؛ إذ يتعرض النسيج الاجتماعي الإيراني إلى تفتت مثير ومقلق.

التاريخ لا يعيد نفسه، لكن مع الإيرانيين التاريخ سيعيد نفسه كون النظام يكرر حماقاته ولا يتعلم من أخطائه.. ومن المفيد أن يتجرع خامنئي كأس السم الحقيقية التي باتت مطلباً ضرورياً لإنهاء الكابوس الطائفي الجاثم على صدور الشعب الإيراني الذي يمر بأسوأ مراحله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

الشارع الإيراني يغلي والحصار الاقتصادي سوف يستدعي من الإيرانيين عند نقطة محددة حسم خياراتهم تجاه نظام استدعى عليهم شرور الأمم، ولا سيما بعد أن أنفق عائدات النفط الإيراني على مليشيات توالي النظام في سوريا والعراق ولبنان واليمن، في حين أهل البلد يتضورون جوعاً.

لحظات طاغوت إيران أصبحت معدودة وعليه أن يختار، إما تجرع كأس السم الحقيقية أم كأس السم التصريحية، أو الدخول في مواجهات سوف تتكالب فيها الأمم من حوله، ورهاناته على حلفاء خاسرين بالمطلق، وبات على خامنئي أن يطفئ حريق إيران بنفسه. لقد فشل الفكر الطائفي كقاعدة سياسية في إيران.