آثار الدمار في حي الجميزة في بيروت.
آثار الدمار في حي الجميزة في بيروت.
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
للمرة الأولى يتطابق كلام أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، مع كلام الدبلوماسي الأمريكي جيفري فيلتمان، وكلام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

حادثة مرفأ بيروت التي كانت بمثابة قنبلة ذرية أودت بحياة ما يزيد على 200 شخص، و5 آلاف جريح، وتصدع ما يزيد على 70 ألف وحدة سكنية، وانهيار صوامع القمح مع ما تحتويه من مخزون استراتيجي للشعب اللبناني؛ جاءت بخطأ إداري من قبل موظف أو مسؤول مفترض، أراد اكتساب المال، فحرق عاصمة بأكملها!


هذا ما انتهى إليه نصرالله في إطلالته الأولى بعد الانفجار، حتى كاد في كلامه يلصق تهمة الفاجعة بوسائل الإعلام اللبنانية والعربية التي تجرأت على طرح العديد من التساؤلات حول حقيقة العنبرين 12 و9 في المرفأ، وحول حقيقة استثناء هذين العنبرين دون غيرهما من كاميرات المراقبة، وحول فرضية أن تكون إسرائيل خلف الاعتداء.

نصرالله في إطلالته كان لطيفاً هادئاً، أخفى إصبعه على غير عادته، ولسان حاله يقول للناس: لا دخل لي بما حصل في المرفأ، لا دخل لي بما حصل لمدينتكم، مبدياً ثقته بالجيش اللبناني الذي لم يمنحه يوماً ثقته وثقة حزبه بالدفاع عن حدود الوطن وقتال العدو الإسرائيلي، طالباً من الجميع أن ينتظر التحقيقات، وكثيرة هي التحقيقات في لبنان التي ما زال أصحابها والمعنيون بها ينتظرون دون نتيجة ودون جدوى.

بيروت خلت شوارعها من الناس، فجزء منهم قد قضى في الانفجار، وجزء آخر تهجر من منزله ومدينته بفعل الانفجار، والجزء الآخر تابع كلام نصرالله عبر التلفاز لعله يسمع منه الأخبار، وما إن انتهت الكلمة حتى عاد الجميع إلى الشارع، أو إلى شرفة منزله يلملم الزجاج المتحطم ويحاول إصلاح الأبواب المخلوعة ويحصي ما تبقى من أساس منزله صالحاً للاستعمال، فكل ما قيل بما فيه كلام نصرالله لا يجيب على سؤال مركزي هو: من أوصل اللبنانيين إلى ما وصلوا إليه؟ من يعوض عليهم موت أحبابهم وفقدان مالهم واحتراق عاصمتهم؟