-A +A
رياض منصور (عمان) riyadmansour@
حلت الذكرى الـ٣٠ للغزو العراقي للكويت أمس (الأحد) بما تحمله من أحداث مؤلمة شكلت طعنة في الخاصرة العربية، إذ سقطت حينها كل القيم الأخلاقية والإنسانية عندما قرر الرئيس العراقي السابق صدام حسين ارتكاب جريمة الخيانة العظمى بحق العرب والمسلمين. ما فعله نظام صدام بحق الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 أثبت للعالم أن نظام البعث ما هو إلا نظام سرطاني في جسد الأمة وكان لا بد من نهايته المحتومة وبالشكل الذي انتهى إليه. وفي هذه الذكرى الأليمة جاء موقف المملكة باعتباره الأبرز دولياً، والموقف الصارم والوقفة الأخوية الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما قال جملته الشهيرة «الكويت لا بد أن ترجع، هذا كل تفكيري، إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية، الحقيقة.. الموت والحياة تساوت عندنا واحد بواحد، بعدما احتلت الكويت وبعدما شفت بعيني وشلي عمل في الشعب الكويتي، يا نعيش سوا يا ننتهي سوا، هذا القرار الذي اتخذته ولا في أي سعودي ما اتفق معاي في نفس هذا القرار، يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي السعودية والكويت، لا يمكن تنتهي واحدة وتبقى الثانية».

لقد عكست مواقف السعودية الثابتة في نجدة أشقائها أروع صور الأخوة وأجرت القيادة تحركات سريعة ومتتالية على مستويات عدة، وأعلن أن السعودية ستقاتل حتى تستعيد شرعية الكويت، ورغم أن المبعوث العراقي الذي جاء إلى الملك فهد بعد غزو الكويت أكد أن السعودية لن تتعرض لأي تهديد أمني، إلا أنه رد عليه بجملته الشهيرة أيضاً «إني أناقش وضع الكويت وليس أمن المملكة العربية السعودية»، في رسالة حازمة منه أن شرعية الكويت خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأنه ليست هناك حدود تفصل ما بين أمن الكويت وأمن السعودية.


سيذكر التاريخ بأن المملكة وقفت وقفة بطولية ونجحت في بلورة تحالف عسكري بين قوات درع الجزيرة والقوات السعودية والقوات الأمريكية لتحرير الكويت، وقد فعلت السعودية كل ما في وسعها حتى تم تحرير الكويت، رافعة شعار «إن أي اعتداء على أي دولة خليجية هو اعتداء على منظومة دول مجلس التعاون ككل»، وتم التأكيد على الوقوف في وجه العدوان العراقي والتصميم على مقاومته وإزالة آثاره ونتائجه، وتم تسخير كل القدرات العسكرية والمالية لتحرير الكويت.

إن تفاصيل الغزو المفجعة والدامية التي انتهك فيها حق شعب خليجي عربي شقيق واعتداء الأخ على أخيه وتعديه لحدود الجيرة والأخوة، كان العنوان الأبرز لغزو الكويت، بل إن تفاصيل اختطاف وتعذيب الكويتيين الذين قاوموا الاحتلال العراقي واستشهدوا في سبيل الدفاع عن أرضهم وحماية شعبهم أمور لا تغتفر ومشاهد لن ينساها من عاصر تلك الفترة.