-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
بين ليلة وضحاها، تحول أمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى فلاح يزرع ويحصد ويحمل معولاً ويستيقظ باكراً متجهاً إلى الحقل والبيدر. أراد حسن نصر الله من تلبسه ثياب الفلاح ومهمته في خطابه الأخير أن يحقق هدفين في الوقت نفسه؛ الأول أن يواسي ناسه وجمهوره الذي وجد نفسه فجأة مهدداً بالجوع والفقر فلا غذاء ولا دواء ولا كهرباء وحساباته المصرفية لا يستطيع الوصول إليها، لقد سعى نصرالله إلى إعطاء حل لجمهوره وأنصاره للخروج من هذه الورطة على قاعدة أنه «أبو العُرِّيف» (بالإذن من الممثلة المصرية نيللي ودورها في فوازير رمضان)، فطلب منهم التوجه للزراعة والإنتاج الصناعي حتى كاد أن يقول لهم: «أفرغوا الصواريخ من الصناديق، وتعالوا نزرع هذه الصناديق خضارا وفاكهة كي لا نجوع».

الهدف الثاني الذي أراده نصر الله كانت وجهته الولايات المتحدة الأمريكية، لقد أراد التمهيد لحوار مع «الشيطان الأكبر» كما يسمي أمريكا. وذلك عبر القول للإدارة الأمريكية إنني قادر على خلع ثيابي العسكرية وارتداء ثياب الفلاح مكانها، ورمي البندقية لأحمل معولاً ومحراثاً لزوم الفلاحة والأرض.


«أبو العُرّيف» هو ما يحاول أن يرسيه نصر الله كاسم جديد له، إن بين أنصاره أو عند الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر ترسيخ أنه كما كان رجل الحرب فإنه قادر أن يكون رجل التسوية وإرساء السلام.

استعراض نصر الله الزراعي جاء عشية عودة قاسم تاج الدين من السجن الأمريكي، وهو المتهم بتمويل حزب الله، وذلك في إتمام لصفقة إفراج لبنان بأمر من حزب الله عن العميل الإسرائيلي اللبناني الجنسية عامر فاخوري. وهو ما يشجع نصر الله على تقمص «دور الفلاح» وسط البهجة المتبادلة أمريكياً وإيرانياً في إتمام صفقة التبادل.

الفلاح حسن نصر الله هو «الترند» الجديد لمحور لم يعد قادراً على الممانعة والمخاصمة والمكابرة، هناك هزيمة حلت وهناك مهزومون يتنكرون لهذه الهزيمة فيا ليت «أبو العُرّيف» يدرك ذلك.