-A +A
«عكاظ» (بيروت) okaz_online@
فجرت شتائم وبذاءات أنصار مليشيا «حزب الله» الموجهة من زعيمهم الإرهابي حسن نصرالله، ضد «أم المؤمنين» السيدة عائشة والصحابة، غضبا عارما ليس في لبنان وحدها بل وفي دول إسلامية أخرى، رفضا للتطاول على «أم المؤمنين» رضي الله عنها.

وأكدت مصادر لبنانية أن استفزازات أتباع المليشيا الإرهابية وإطلاقهم شعارات تخوين وشتائم خلّفت حالة من الغضب الواسع في البقاع وبيروت والناعمة والجية. وقطع محتجون الطرقات، وجابت مسيرات على دراجات نارية منطقة الطريق الجديدة، احتجاجا على ما حصل. في وقت حذرت ​دار الفتوى​ اللبنانية من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية، ووصفت، في بيان، من صدر عنهم السب بـ«الجهلة الموتورين».


لكن هذه الاستفزازات وغيرها تثير العديد من علامات الاستفهام، فماذا يريد نصرالله، وهل يلوح «حزب الله» بحرب أهلية؟ وهل ثمة علاقة بين حالة الارتباك والغليان داخل الحزب وصدور قانون «قيصر» بانتظار التطبيق على أرض الواقع منتصف يونيو الجاري؟

هذه التساؤلات وغيرها لابد من طرحها على خلفية الأحداث المتلاحقة التي نفذها مناصرو المليشيا اللبنانية في وسط بيروت أمس (السبت).

لاشك أن الرسالة كانت واضحة من خلال مشاهد التخريب والهتافات الطائفية التي شهدها محيط ساحة الشهداء بحجة الرد على من طالبوا بنزع سلاح الحزب وتفكيك «الدويلة» التي سيطرت على الدولة ومواردها ومقدراتها، وصولاً إلى معارك الشوارع وأزقة بيروت التي أمطرت بالرصاص، وانقسمت الشوارع إلى معسكرين «سني وشيعي» بعد إطلاق البذاءات ضد السيدة عائشة.

إن مهمة تأجيج الطائفية بين المسلمين التي يتولاها قادة المليشيا التي تأتمر بأوامر ملالي قم، يمكن أن تكون الشرارة التي تشعل حربا أهلية في لبنان.

لكن اللافت في هذه الحالة، أنه يبدو أن أوراق «حزب الله» باتت مكشوفة، فكلما ضاقت عليه المساحة وشعر بالضيق والاختناق لجأ إلى استخدام أسلحته إما العسكرية أو الفتنوية، غير آبه بالنتائج وما قد يترتب عليها من إرهاصات وجرائم بحق لبنان واللبنانيين.

وإضافة إلى عزل قانون «قيصر» هذه المليشيا وتجفيف منابع تمويلها ومحاكمتها، فلعل ما يخنق «حزب الله» الآن هو ما حدث أمس من عودة الحراك واشتعال فتيل الثورة مجددا، مطالبا بنزع سلاح «دويلة نصرالله»، فعندما تطالب دولة يعتبرها عدوة بنزع هذا السلاح، فهذا أمر مفهوم من وجهة نظره، فلطالما أجبر الشعب وبيئته الحاضنة والدولة بأركانها أن تنتفض لحماية هذا السلاح غير الشرعي، أما أن ينتفض الشعب نفسه ضد هذا السلاح، وسط انضمام بعض من أنصار البيئة الحاضنة إلى صفوف الرافضين لهذا السلاح، فهنا «الطامة الكبرى» التي أصابت المليشيا بحالة الهذيان.

وبحسب مراقبين داخل لبنان، يمكن القول إن إن توجيه السباب للسيدة عائشة رضي الله عنها من قبل أنصار «حزب الله» بدا مخططا له لحرف الأنظار ومحاولة تفريغ مطلب نزع السلاح من مضمونه، أو ربما أراد وأد الحراك في مهده قبل أن يستعيد عافيته من جديد، عبر إشعال فتنة طائفية، بعدما أيقن أنه أمام حائط مسدود.

من ناحيته، أقر «حزب الله» بصدور الإهانات والبذاءات من أنصاره، واعتبر في بيان «ضعيف» أن ما صدر من إساءات وهتافات مرفوض ومستنكر.

فيما تساءلت المراقبة الإعلامية لينا دوغان، في تعليق إلى «عكاظ»: هل السيدة عائشة هي من دعت الثوار لرفع شعار نزع السلاح غير الشرعي، أو كانت أحد الأطراف التي اعتمدت القرار 1559 حتى يشتمونها بهذه الألفاظ النابية؟

وأكد أمين الفتوى في لبنان الشيخ أمين الكردي أن شتم «أم المؤمنين» بهذه القباحة والوقاحة يوجب على حكماء وعلماء الطائفة الشيعية موقفاً واضحاً مستنكراً لما حصل، وأخذاً على يد هؤلاء الغوغاء في الشوارع ومعاقبتهم دفعاً للفتنة والشرور.‏