حمد بن جاسم.
حمد بن جاسم.
-A +A
«عكاظ» (لندن، الدوحة) okaz_online@
يبدو أنه بات في حكم المؤكد أن العاصمة القطرية الدوحة شهدت خلال الساعات الـ 72 الماضية محاولة انقلاب، استهدفت الإطاحة بتميم بن حمد آل ثاني. وزاد الاهتمام إقليمياً ودولياً بما حدث في قطر، خصوصاً في ظل تكتم الدوحة الشديد وصمت إعلامها ازاء ما يجري في الدوحة.

غير أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت تغريدتين من المتهم بتدبير الانقلاب حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق؛ ومن جوعان بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر.


وذكرت صحيفة «ميليتاري ريفيو» الروسية أمس أن نظام تميم فرض التكتم على المحاولة الانقلابية من داخل البلاد، وتوعد من يخالف تلك التعليمات بمحاكمة جنائية. وذكر موقع 112.International، وهو موقع إخباري أوكراني جزء من شبكة تضم قناة فضائية إخبارية، ووكالة أنباء، أنه مهما كان شأن ما حدث في الدوحة، «فإن هناك شيئاً واضحاً بجلاء، وهو أن تميم بن حمد ليس مقبولاً لدى الجميع في الشرق الأوسط». وأشار- نقلاً عن مجموعة آي سي اس ريسيرش المعنية بالأمن والنزاعات- إلى أن حمد بن جاسم هو مدبر الانقلاب على تميم.

وذكرت المجموعة أن تميم بن حمد رضخ لضغوط أمريكية للتحقيق في شركات حمد بن جاسم، التي تتهمها جهات عدلية في واشنطن بارتكاب جرائم اقتصادية تحت ستار الاستعداد لبطولة كأس العالم 2022. وتشتبه وزارة العدل الأمريكية في أن قطر وروسيا قدمتا رشاوى لأعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمنحهما حق استضافة منافسات كأس العالم. وأشارت أيضاً إلى أن حمد بن جاسم يسيطر بشركاته على نحو 60% من الاقتصاد القطري. واعتبرت النفوذ التركي على الدوحة جزءا من نظرة رجب أردوغان "العثمانية الجديدة"، خصوصاً أنه يعتبر أن الدول التي أخضعها العثمانيون يجب أن تعود للتبعية التركية. واعتبرت مواقع التواصل الاجتماعي التي ظلت المصدر الوحيد للمعلومات عما تشهده الدوحة، أن تغريدة أطلقها جوعان بن حمد آل ثاني، يشير فيها إلى أن هناك من أرادوا الإطاحة بشقيقه، إلا أنهم طاحوا أمامه؛ اعتراف من داخل النظام بوقوع محاولة انقلابية.

واعتبرت كذلك تغريدة أطلقها حمد بن جاسم، اعترافاً شبه صريح بأن وراء الأكمة ما وراءها. وجاء في التغريدة «كما ذكرت سابقاً فإني لن أرد على أي مهاترات، وأريد أن أؤكد أنني مستمر في هذه السياسة. فلست من الذين يجيشون الغير للدفاع عنهم أو للهجوم أو لتلفيق الأكاذيب للغير من أموال شعوبهم. وإذا أراد أحد أن يشتكي علي فلا داعي أن يشتكي لدى الغير، فمرجعيتي معروفة».

ويزيد الملف ضبابية غياب أمير قطر تميم من المشهد تماماً. فقد ذكرت وسائل الإعلام القطرية الحكومية أنه خارج البلاد، دون أي إيضاحات. وحتى الآن، عجزت السلطات القطرية عن تبديد ما يتم تداوله في مواقع التواصل وصحف محسوبة على حلفائها عما يجري في العاصمة الدوحة.