هذه اللافتة العملاقة رفعت في العاصمة الإيرانية طهران هذه الأيام، وتحديدا خلال الانتخابات التشريعية التي جرت يوم (الجمعة) الماضي، مكتوب عليها بالفارسي دولة «كورش الإخمينية»، «من السند وسيحون شرقاً إلى غزة ولبنان غربًا».. أرضٌ يحفظها العمق الإستراتيجي، إيران الغد امتداد لمبادئ كورش العظيم.
تجسد هذه اللافتة حقيقة البعد القومي الفارسي كمحرك فعلي هو الأكثر تأثيرًا وحضورًا في المشروع الإيراني الراهن في المنطقة، وإن تسربل بالطائفية التشيعية رداءً فهو ليس سوى شعار لـ«الدغمائية العربية» لاستخدامها أحجار شطرنج في معركة الفرس الذين يرون أن «كورش» وليس الحسين هو ملهمهم وبطلهم القومي.
هذا الاعتداد القومي ليس حاضرًا لدى خصومهم الذين يواجهون المشروع الإيراني بالورقة الطائفية التي تحبذ إيران استخدامها كونها هي من عملت على توظيفها واختيارها عنوانا للمعركة التي أصبح هدفها الإستراتيجي الكبير هو استعادة أمجاد إيران ««القورشية الخمينية الفارسية الكبرى» كما تخبر به هذه اللافتة.
يذكر أن نتائج الانتخابات التشريعية أظهرت فوز التيار المتشدد وأنصار مرشد الملالي علي خامنئي ومرشحي الحرس الثوري، بعد استبعاد مجلس «صيانة الدستور» نحو 7 آلاف مرشح جلهم من الإصلاحيين، ومن ثم تحولت إلى اختيارات وليست انتخابات.