متظاهر عراقي يقف أمام إطارات محترقة على أحد الجسور في بغداد أمس. (وكالات)
متظاهر عراقي يقف أمام إطارات محترقة على أحد الجسور في بغداد أمس. (وكالات)
-A +A
رياض منصور (بغداد) riyadmansour@
عادت الخلافات بين فرقاء الملعب السياسي في العراق لواجهة الأحداث، لكنها هذه المرة أعنف من الخلافات السابقة بعد أن أعلن زعيم التيار الصدري براءته من القوى التي تعرقل إنقاذ البلاد من الفساد دون أن يسمي هذه القوى، لكنه أشار إلى أنها كانت حليفه في السابق.

وانقلبت القوى الشيعية الموالية لإيران على مقتدى الصدر بعد أن أفشل مخططهم يوم الجمعة، بسرقة مظاهرته المليونية لإحداث خلخلة في نظام الحكم، ما دفعه لسحب أنصاره وإنهاء المظاهرات قبل موعدها.


ولم يتوقف غضب زعيم التيار الصدري عند هذا الحد، بل أعلن تأجيل مقاومة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، داعيا إلى جدولة مغادرة القوات الأجنبية خلافا لقرار البرلمان وموقف القوى الموالية لإيران.

منسوب غضب القوى الموالية لإيران ارتفع بشكل قاس في محاولة منها لرد الصفعة إلى الصدر، فبدأت بالعمل على تفكيك تحالف زعيم التيار الصدري في البرلمان.

اتصالات مكثفة تجريها القوى الموالية لإيران بعد تحالفات الصدر البرلمانية لإقناعها بالانسحاب من تحالفاتها في أعقاب موقف زعيم التيار الصدري.

الصدر اتسق في موقفه مع موقف الرئيس العراقي برهم صالح خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن الوجود الأمريكي في العراق رغم كل التهديدات التي تعرض لها الرئيس العراقي من وكلاء ايران إن فكر حتى في مصافحة ترمب.

وقفزت أمس (السبت) إلى واجهة الأحداث نظرية الحوار بشأن إخراج القوات الأمريكية من العراق بما يتسق مع موقف الرئيس وزعيم التيار الصدري الذي بات الحديث عن مبادرته محلا لواجهة التداولات السياسية.

ويعاني العراق بهذا الشأن لإنجاز مهمة الحوار بسبب فقدانه لمفاوض ماهر دون أن تكون له أجندته سياسية أو ارتباطات خارجية، لكن رسالة الصدر لحقن الدماء في مسألة وجود القوات الأمريكية وصلت عواصم القرار الدولي، بما فيها واشنطن.