-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_policy@
قال الخبير الإستراتيجي المصري رئيس الجمعية العربية للدراسات الإستراتيجية والسياسية اللواء محمود منصور إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر المحدد لها اليوم (الأحد) تأتي فى إطار محاولاته الفاشلة في توريط دول الجوار في الأزمة الليبية، وهى الزيارة التي تأتي في أعقاب زيارته المريبة لتونس في ديسمبر الماضي، مؤكداً أن زيارته للجزائر تأتي بعدما أعلنت استعدادها لاحتضان حوار «ليبي - ليبي»، وبدأت بالفعل في هذا المسار بعقد اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، وهي الاجتماعات التي أقلقت أنقرة خوفاً على مصالحها في ليبيا، وزيارة أردوغان للجزائر في هذه الفترة بالذات لها علاقة وطيدة بهذه المسألة.

وأضاف الخبير الإستراتيجي لـ«عكاظ» أن أردوغان بزياراته لتونس ثم الجزائر، فهو يحاول البحث عن ملاذات آمنة ودعم في حال تدخله العسكري في ليبيا، مشدداً على أن تركيا لها دور كبير وفعال في تأجيج الأزمة الليبية، وتسعى للاستيلاء على النفط الليبي، ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في الدول العربية، خصوصا مصر التي تعد ليبيا امتدادا استراتيجيا لها، لافتاً إلى أن النظام التركي أرسل مليشيات مسلحة إلى ليبيا، كما قام بتمويل نقل المقاتلين المرتزقة عبر مطارات ليبية، في الوقت الذي يسعى المجتمع الدولي إلى تهدئة الأوضاع داخل البلاد، التي كان آخرها مؤتمري برلين ودول الجوار الليبي، حتى لا تندلع حرب كبيرة تؤدي إلى المزيد من الخسائر في الشرق الأوسط. ولفت اللواء منصور إلى أن أردوغان يسعى لشراء الولاءات، واستخدام سلاح الخيانة في المعارك، فلم تحسم تركيا معركة لصالحها يوما سوى عن طريق الخيانة، وعندما وجد أردوغان أن غزو ليبيا وإنقاذ حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج أمراً ليس باليسير، فهو يحاول غزو ليبيا عن طريق تونس والجزائر، وهي محاولات مكتوب عليها الفشل، فقد قوبل في الدولة الأولى برفض واضح من الرئيس التونسي قيس سعيد.