-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@
لم تخل إشارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الخلفيات التاريخية للعلاقة بين إرهاب إيران والولايات المتحدة، إذ يسعى إلى خلق مسار أمريكي واحد للرد على تهديدات طهران في المنطقة من دون انقسام حزبي أو مؤسساتي داخل إدارته.

ففي تغريدة جديدة لترمب قال إن واشنطن حددت 52 هدفا إيرانيا في حال حاولت استهداف أي موقع تابع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بينما قالت إيران إن الأمر قضي وانتهى وحددت 35 هدفا أمريكيا لتبدأ المواجهة المحتملة في أية لحظة. المشهد الآن أن المنطقة في حالة حرب مفتوحة بين الطرفين، فلا يخفي كل طرف عزمه نية الهجوم، إلا أن التصريحات الإيرانية مجرد محاولات لامتصاص حالة الغضب جراء سياساتها الكاذبة في المنطقة، وعدم قدرتها على الرد. وبالتالي تعمد إيران إلى سياسة غوغائية وبروباغندا تنقذها من حالة الضعف المكشوفة للجميع بعد مقتل أهم رجالها في العراق. إيران اليوم في أسوأ مراحلها التاريخية منذ مجيء الخميني في عام 1979 وتصدير ما يسمى بالثورة الإيرانية. فعلى المستوى الاقتصادي ثمة انهيار كبير وواضح بسبب العقوبات الغربية، فيما يغرق هذا النظام بالمليشيات التي أسسها سليماني من لبنان إلى العراق واليمن وسورية، وأصبحت سمعة إيران سيئة بسبب سياساتها خلال السنوات الماضية. كشف مقتل سليماني الغطاء عن الضعف والكذب الإيراني على بعض دول وشعوب المنطقة، وبين أنها «نمر من ورق» لا تستحق كل هذا التطبيل الإعلامي، فإذا أرادت الولايات المتحدة تحجيم هذه الدولة فهي قادرة في غضون ساعات ومن دون حرب. وتدرك إيران هذه المعادلة؛ أنها غير قادرة على الرد ضد أمريكا أو المواجهة بالحد الأدنى في المنطقة أو خارجها، ولعل الإنجاز الأكبر لإدارة ترمب أنه كشف حقيقة هذه الدولة الفارغة سياسيا وعسكريا، ربما ستعزز إيران في الفترة القادمة من دعم المليشيات، إلا أن هذه لا يخلق نفوذا أو دولة.