منسوبو الرئاسة خلال استماعهم لكلمة  الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
منسوبو الرئاسة خلال استماعهم لكلمة الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
-A +A
عبدالله الدهاس (مكة المكرمة) okaz_online@

احتفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم (الأحد)، بذكرى يوم التأسيس، برعاية من الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وحضور مساعدي ووكلاء الرئيس العام وعدد من القيادات والمنسوبين بالرئاسة.

وقال السديس في كلمة ألقاها بهذه المناسبة: إنه لمن دواعي السرور والاغتباط والبهجة والحضور أن نلتقِي في هذه الفعاليات برئاسة شؤون الحرمين احتفالاً بهذه المناسبة العظيمة وهذا اليوم المجيد يوم التأسيس نستذكر فيه نعمة الله علينا ونحمده سبحانه أن أنعم علينا بالدين بعد أن كان الناس في أنواع من الضلالة وأنعم علينا بالكتاب والسنة يوم لم يكن هناك تطبيق لها وأنعم علينا بالأمن بعد الخوف وبالوحدة بعد الفرقة والشتات وأنعم علينا بالعلم بعد الجهل والضلال.

‏إنه يوم توثيق التأريخ وارتباط بين جيلين لتوثيق علاقتنا بيوم التأسيس الحميد، هذا اليوم الذي هو فخر لكل المسلمين لأن المملكة العربية السعودية عُنيت بالاهتمام البالغ بقبلتهم ومهوى أفئدتهم وهو المسجد الحرام والكعبة المشرفة ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

‏وأضاف: يوم التأسيس يوم التلاحم بين ولاة الأمر والعلماء وأبناء هذا الوطن الوفي وترسيخ حبه في نفوس الأبناء وتعزيز شرف الانتساب إليه والانتماء إليه.

‏إننا في المملكة العربية السعودية نفاخر أمام الأمم حيث إننا سلمنا من كل استعمار ولم تطأ أقدام عدو لنا هذه البلاد المباركة فنحن نرفع رؤوسنا بهذا اليوم المجيد الذي حكى قصة نجاح عبرة ثلاثة قرون.

يوم التأسيس هو يوم قيام المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين، والمسجدين المنيفين، وبلاد الإسلام والكعبة، والقرآن والسنة، فنحن في نعمة عظيمة ما زلنا -ولله الحمد والمنة- نتفيأ ظلالها، ونجوس خلالها.

وأضاف: المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي تعنى بالإسلام، واتخذت القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم دستوراً لها، وسارت على نهج السلف الصالح، واهتمت بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهي دولة أصول ومبادئ، وعلاقات وأسس وركائز، ودستورها الكتاب والسنة، والعقيدة والتوحيد، وتطبيق شرع الله وتحكيمه، وخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية ضيوف الرحمن الأكرمين.

وذكر السديس أن يوم التأسيس يعد فخراً لأبناء المملكة العربية السعودية، وحق لنا كسعوديين أن نفخر بهذه البلاد الطيبة المباركة، ونوثق ارتباطنا بتأريخها المجيد، ونوطد علاقتنا بتأسيسها الحميد، وهو فخر لكل المسلمين؛ لأن هذه البلاد قبلتهم، وهي متنزل وحي ربهم، وهي محل مناسكهم؛ فكل مسلم يدين لهذه البلاد المباركة بهذه النعمة العظيمة، والمنحة الكريمة.

وأشار إلى أن يوم التأسيس هو يوم التلاحم بين ولاة الأمر -حفظهم الله- وبين أبناء هذا الوطن المعطاء، وترسيخ حبه في نفوس الأبناء، وتعزيز شرف الانتساب إليه والانتماء، وهو من الأحداث التأريخية، والأيام الاستثنائية، وذكرى لجميع أبناء وطننا الشامخ، وبشرى للجيل القادم.

ويوم التأسيس له دلالات كبرى، وأهداف عظمى، والاحتفاء به قرار كريم، وأمر موفق حكيم، في ربط جيل الأبناء والأحفاد بتأريخ الآباء والأجداد، ومؤسسي هذه البلاد المباركة، وملوكها الميامين، واستشعار جهودهم في بناء الدولة.

ففي 22 فبراير عام 1727م؛ أعلن الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- قيام الدولة السعودية الأولى، ثم تبعها على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود - رحمه الله- عام 1233هـ قيام الدولة السعودية الثانية، ثم تأسست الدولة السعودية الثالثة، التي قيض الله لها الإمام العادل الصالح، والملك المؤسس الناصح عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه-؛ عام 1319هـ، ووحدها باسم (المملكة العربية السعودية).

وقد سار على نهج الملك المؤسس من بعده أبناؤه الملوك الأماجد سعود ففيصل فخالد ففهد فعبدالله -رحمهم الله جميعاً-، وحتى هذا العهد الزاهر، والظل الوافر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -وفقهما الله-، وساهموا في بنائها وازدهارها، ونهضتها وتطورها. وبهذه المناسبة السعيدة نستذكر تأريخ وطننا الغالي، وسطوع نجمه العالي، ويوم التأسيس هو امتداد أصيل لهذه الدولة المباركة، ويتجلى فيه حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -حفظهما الله-؛ للحفاظ على التأريخ السعودي أولاً، وعلى تأريخ الجزيرة العربية ثانياً، وما يوليانه من عناية كبيرة بالتأريخ من مصادره الحقيقية والموثوقة؛ ولهذا نحن بحاجة اليوم إلى إعادة قراءة تأريخ تأسيس بلادنا، والاهتمام به.

وإنا لنفاخر الأمم بتأريخنا، ونرفع رؤوسنا، ونحن نحتفي بيوم التأسيس المجيد، ونذكر الأجيال بهذا التأريخ التليد. وإنا لنؤكد اعتزازنا بجذور وطننا، ورسوخ قدم مملكتنا، وتأريخها العتيق من ثلاثة قرون، وما مضت عليها من سنون، ولا تزال -بحمد الله- شابة بحزمها لا تهرم، وقوية بعزمها لا تهزم، وفتية رغم تقدمها، وقائمة على سوقها. وفي يوم التأسيس نستذكر مؤسس هذا الكيان العظيم (الدولة السعودية) الإمام محمد بن سعود-رحمه الله-، وإنجازاته الكبيرة، واهتماماته الكثيرة، ومن أهمها: توحيده للبلاد، وإرساؤه للسلام، ونشره للاستقرار، واهتمامه بالأمور الداخلية، وحرصه على الاستقرار والأمن الإقليمي، ودعوته الجميع للانضمام إلى الدولة السعودية، وبناؤه لسور الدرعية، وبدؤه لحملات التوحيد والاستقلال السياسي، وعدم التبعية لأي نفوذ، ومناصرته لدعوة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله- وحمايتها، وتوحيده لمعظم مناطق نجد، والبلاد القريبة منها، وتصديه لعدد من الحملات ضد الدولة، وعنايته بالحرمين الشريفين، وتأمينه لطرق الحج والحجاج، وضيوف الرحمن والمعتمرين. والمملكة العربية السعودية بتأريخها الوطني العظيم ليست دولة مغمورة، ولا في ثنايا التأريخ مطمورة، وليست دولة طارئة على التأريخ ولا على الجغرافيا، بل لها من الأسس التي تشكلت من خلاله وحدة أبناء الجزيرة العربية في تاريخها الحديث، بعد أن عانت لعقود من هولات الفرقة والشقاق، والنزاعات والصراعات.