-A +A
تعدّ مواقف المملكة من القضايا العربية والإسلامية، مضرب مثل في النُصرة والعون والتصدي والمؤازرة والبذل والوقوف بوجه كل ما يخلخل التكتلات، ويثير الإشكالات، ويفرق جمع الأشقاء، أو يتسبب في سفك دماء، أو نيل من إخوة وأصدقاء وحلفاء، انطلاقاً من مبادئ وقِيم ثابتة وأصيلة قامت عليها سياسة بلاد الحرمين.

ولم تنصرف المملكة كلياً للداخل، ضاربةً صفحاً عن محيطها وجوارها الخليجي والإقليمي، إيماناً بأن عافية المنظومة المجاورة والمحيطة عافية لكل من يجاورها، وتبنى الخطاب السعودي مصطلحات تعزز التآلف وتذكّر الجميع بأن الأيادي البيضاء تربأ بنفسها عن المنّ أو المساومة أو التحول من ضفة الإخاء إلى خانة العداء.


كانت ولا زالت قضية فلسطين الشاغل الأكبر للسياسة السعودية الخارجية، فيما تتوالى المساعي في كل الاتجاهات لحل أزمات دول شقيقة وشعوب محبة للسلام وباحثة عن الأمن من ليبيا إلى لبنان مروراً بالشام واليمن، فالثوابت لا تنال منها المتغيرات، وقدر الشقيق الأكبر أن يتحمّل أكثر المسؤوليات لتضميد جراح أشقائه ومواساتهم.

ولن تنجح الأبواق المأجورة في هز صورة المملكة الراسخة بذهنية الشعوب المؤصلة عروبة وإسلاماً، كون التاريخ الحديث يوثق بالصوت والصورة الجهود الخيرة الحثيثة لبلادنا لتحقيق الأمن والاستقرار في كل قُطر من الأقطار العربية والإسلامية، بدءاً من قرارات مجلس الوزراء، ومجلس التعاون، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، وليس انتهاءً بمجلس الأمن، والأمم المتحدة.

فيما خصصت المملكة هيئات ولجاناً إغاثية لها حضورها وأثرها المبارك على كل شبر من الأراضي العربية والإسلامية، ولم ولن تقف منطلق الإسلام ومهد العروبة موقف متفرج على معاناة شقيق أو صديق، كون أخلاق القيادة السعودية، فوق كل النفعية السياسية، وأرقى من البراغماتية الاقتصادية.