-A +A
عاشت العراق ولا تزال كرنفالاً خليجياً عربياً ونجاحاً مبهراً في تنظيم بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم الخامسة والعشرين، التي توّجت بفوز المنتخب العراقي بكأس البطولة، وهو ما يعكس قدرة هذا البلد على تناسي الماضي، والتسامي على الجراح، والانعتاق من الوصاية الخارجية، والتخلص نهائياً من أي تواجد للقاعدة وداعش على شبر من أراضيه، وهو ما تعمل عليه الأجهزة الأمنية بجدية واقتدار.

ويحظى العراق العربي بدعم جيرانه وفي مقدمتهم المملكة، التي كانت ولا تزال تقف إلى جانبه وأهله من أجل تجاوز الصعوبات التي واجهته إلى أن نجح في انتخاب رئيس للبلاد، ورئيس للوزراء، رغم ما شاب الانتخابات من فوضى وعدم مشاركة بعض القوى الأخرى، التي تحفّظت على ممارسات خاطئة مصدرها النظام الإيراني.


ورغم التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن الإيراني، التي عطلته في كثير من جوانب التنمية، وأثرت على علاقاته الخارجية، إلا أن هذا البلد الجريح يقاوم وبقوة لكي يبقى عربياً، وهو ما ثبت طوال مجريات البطولة الخليجية في البصرة، التي قدمت النموذج الحقيقي للعروبة، ومقاومة فرض الوصاية الإيرانية، من خلال التصريحات الرسمية، والأحاديث العفوية، التي وصل صداها إلى كل الشعوب العالمية.

ونجاح العراق في تنظيم البطولة والفوز بكأسها لم يكن بهجة عراقية فحسب بل عربية خالصة بكل ما تعنيه الكلمة، فأتت تهاني الزعماء العرب للرئيس والشعب العراقي، ما يشير إلى أنه سيستضيف مستقبلاً الكثير من البطولات والمهرجانات العربية، رغم المحاولات الإيرانية لمصادرة أفراح العراقيين وتعكير أجوائهم.