-A +A
أدخلت إيران نفسها في زاوية ضيقة مجدداً، غير عابئة بتبعات تصرفاتها غير المسؤولة؛ فقد تتابعت التصريحات المنددة بقيامها بإعدام نائب وزير دفاعها السابق علي رضا أكبري، بتهمة التجسس لمصلحة بريطانيا، من دول عدة، تتقدمها بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا. وهو أمر يهدد بمضاعفة تأزم علاقات نظام الملالي مع الدول الغربية، التي تسعى إلى إحياء الاتفاق مع طهران في شأن برنامجها النووي. كما أن إعدام أكبري، البالغ من العمر 61 عاماً، يدل بوضوح على أن الصراع بين أجنحة النظام الإيراني بلغ طوراً يمكن وصفه بمرحلة كسر العظم، خصوصاً بين المتشددين والمعتدلين. ويأتي ذلك فيما يستعر أوار الثورة الشعبية التي اندلعت منتصف سبتمبر الماضي، ولا يوجد ما يشير إلى أنها ستنتهي قريباً. وكما خسرت إيران معركة عربية كبيرة مع العرب، بعدما استدعت طهران سفير بغداد لديها لتحتج على وصف العراق بطولة «خليجي» المقامة في البصرة بأنها بطولة «الخليج العربي». وتتمسك إيران بأن يقال «الخليج الفارسي». وجاءها الرد من رئيس الحكومة العراقية محمد شيّاع السوداني، ومن رجل الدين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأنه «الخليج العربي»، وبأن العراق عربي يبحث عن انتمائه العربي. وكل هذه التطورات تؤكد أن نظام علي خامنئي وصل إلى مرحلة حرجة تهدد بزواله بأمر الشعب الإيراني، الذي ظل صابراً أربعة عقود على سياسات التدخل، وتبديد أموال الدولة على المليشيات، والمحاولات «الدونكيشوتية» لمناطحة العالم كله.