-A +A
تواجه حكومة المرشد الإيراني علي خامنئي وضعاً عصيباً، جراء استمرار الثورة الشعبية التي انتظمت في محافظات البلاد منذ مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني في سبتمبر الماضي، في مخفر لشرطة الفضيلة في طهران. وكلما أعملت مليشيات النظام، وقوات الحرس الثوري، ووزارة الداخلية أسلحتها، قتلاً للمتظاهرين، وضربهم، واعتقالهم؛ زاد اشتعال لهب الثورة التي تعد الأقوى والأوسع نطاقاً منذ الاحتجاجات التي اندلعت إثر انتخابات سنة 2009.

ومن المؤسف أن خامنئي يتعامل مع هذه الهبّة العارمة من برجه العاجي، منعزلاً عن نبض الشعب، ومعاناته من الوضع الاقتصادي المتردي. وها هو يحاول مداواة علل نظامه بِصبِّ مزيدٍ من الزيت على الثورة؛ إذ وجّه مليشيا الباسيج -التابعة للحرس الثوري الإرهابي- بالمضي في مواجهة المتظاهرين العزّل بالرصاص الحي. وفي الوقت نفسه يهدد نظام الملالي باجتياح شمال العراق، لتدمير المقاتلين الأكراد في كردستان العراق. وهو تهديد يمثل تحدياً سافراً للقانون الدولي، ولسيادة العراق. كما أن النظام الإيراني يلعب بذيله في الشمال السوري، معتقداً أنه يمكن أن يوجه ضربات قاسية للقوات الأمريكية التي تحمي أكراد سورية.


لن يكون أمام الملالي سوى الخضوع لإرادة الشعب الأعزل، وإتاحة الحرية لأفراده لاختيار النظام الذي يحلمون بأن يحكمهم، وينشر الحرية والأمان بينهم.