شخص يرتدي كمامة بالقرب من الهرم الزجاجي أمام متحف اللوفر في باريس. (وكالات)
شخص يرتدي كمامة بالقرب من الهرم الزجاجي أمام متحف اللوفر في باريس. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
أخيراً.. لاح ضوء في نهاية النفق. فقد بات الأمل كبيراً في أن انتهاء الملاريا أضحى قريباً جداً. وتضرر من هذا الداء عشرات الملايين في أرجاء العالم، جيلاً تِلْوَ جيل. ورجح بعض العلماء أن نهاية الملاريا قد تتحقق في وقت لاحق من العقد الحالي. وكانت منظمة الصحة العلمية، أعلنت السنة الماضية، خلو الصين والسلفادور من الملاريا، فيما نجحت ست دول في منطقة الميكونغ العظمى، منها فيتنام وتايلند، في خفض مستوى إصاباتها بالملاريا بنسبة 90%، ويتوقع أن تصل 25 دولة بحلول سنة 2025 إلى مرحلة إعلان خلوها من الملاريا. ويوجد القسم الأكبر من الإصابات حالياً في القارة الأفريقية. وحتى في هذه القارة، وعلى رغم القيود التي فرضها وباء كوفيد-19، تحصّل في عام 2020 نحو 12 مليون طفل أفريقي على أدوية تمنع الإصابة بالملاريا، وهو عدد أكبر من نظيره في سنة 2019. وزاد الأملَ في تصور نهاية قريبة للملاريا ظهورُ لقاحين جديدين مضادين للملاريا. أولهما لقاح موسكوريكس Mosquirix، الذي ظل قيد الإعداد منذ 35 عاماً. وسيكون متاحاً خلال سنة أو اثنتين، بعدما وافقت عليه منظمة الصحة العالمية العام الماضي. والثاني هو لقاح توصل إليه فريق علماء جامعة أكسفورد، الذين اخترعوا لقاح أسترازينيكا المضاد لوباء كوفيد-19. ويقول عدد من الخبراء إن هذا اللقاح أثبت فعالية بنحو 80% خلال التجارب السريرية. وقد يكون الحصول عليه متاحاً خلال سنة أو اثنتين. كما أن في الأفق مزيداً من اللقاحات المضادة للملاريا، يستخدم أحدها تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، تقوم بتطويره شركة بيونتك الألمانية. كما أن شركة أخرى تقوم بتطوير أجسام مضادة أحادية تمنع الإصابة بالملاريا لمدة ستة أشهر أو أطول. كما أن شركة أخرى تعكف على تطوير غطاء للسرير مدهون بمبيد للناموس على المدى الطويل. وتجرب الشركة فكرة ابتكار مركب كيميائي يتم دهنه على أغطية الأسرّة بحيث يصيب البعوضة بالشلل. بيد أن الوصول إلى نقطة القضاء على الملاريا يتطلب أدواتٍ أكثر. ففي عدد من البلدان الأفريقية تشكل وعورة التضاريس عائقاً كبيراً يحول دون الوصول إلى التجمعات السكانية المتضررة من الملاريا. وعلى رغم أن تمويل مكافحة الملاريا في الدول الفقيرة أكثر سخاء من تمويل مكافحة الأمراض الأخرى؛ إلا أن الموارد لا تزال محدودة. ويرى العلماء أنه كلما توافر تمويل لنهج بعينه للمكافحة تم إهمال جوانب أخرى. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس إلى أنه تم إنفاق أكثر من 200 مليون دولار على مدى أكثر من 30 عاماً لتمويل ابتكار لقاح موسكيريكس، بيد أن فعاليته تعادل نصف مستوى فعالية لقاح أكسفورد المسمى R21. ولن يتم توصيل جرعات لقاح موسكيريكس إلى أطفال أفريقيا قبل حلول أواخر 2023 أو مطلع 2024.

بريطانيا: التحقيق في الرد الحكومي على النازلة


بدأ في لندن (الثلاثاء) تحقيق رسمي في شأن الرد الحكومي على نازلة كورونا، مع وعد من رئيسة التحقيق القاضية السابقة هيذر هاليت بأن يذهب التحقيق إلى الحقيقة، ويقوم بتعرية أي أخطاء أو أي سلوك يوجب توجيه اتهام. وتوشك بريطانيا على تسجيل 20 مليون إصابة وأكثر من 166 ألف وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا في مطلع 2020. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون أمر بإجراء هذا التحقيق العام الماضي، بعدما كثرت الانتقادات لعدم استعداد الحكومة لمواجهة وباء عالمي. وأمرت القاضية هاليت بالصمت دقيقة حداداً على ضحايا الوباء العالمي، في مستهل الجلسة الأولى. وأوضحت أن تحقيقها سيقوم بتحليل مدى استعداد الحكومة للوباء العالمي، وردها على النازلة. وسيدرس التحقيق ما إذا كان مستوى الخسائر الذي لحق بريطانيا أمراً لا مناص منه، وما إذا كان بالإمكان القيام برد حكومي أفضل. وتوقعت صحيفة الغارديان أن يستمر هذا التحقيق سنواتٍ. وردت القاضية هالتي على مزاعم بعض ذوي ضحايا كوفيد-19 أن آراءهم لن يحفل بها أحد، بقولها إنها ستضمن أن من تضرروا من الوباء العالمي، خصوصاً المكلومين، ستتم استشارتهم بشكل يليق بهم. لكنها قالت إن استشارة المكلومين في كل دقيقة من تفاصيل التحقيق ستعني أنه سيستمر إلى ما لا نهاية. وتمسكت القاضية السابقة بأن أولويتها ستكون التوصل إلى خلاصات، قبل وقوع كارثة أخرى تضرب شعب المملكة المتحدة. وشددت على أنها لن تسمح بأن يستمر التحقيق عقوداً. وشكا أعضاء لجنة الأسر المكلومة المنادية بإحقاق العدالة من أن حديث القاضية هاليت يهدف إلى الاكتفاء بسماع نماذج من أقوال المتضررين، دون إتاحة فرصة لجميع الأصوات. وأوضح مستشار التحقيق هيو كيث أن التحقيق لن تأخذه رحمة بأي طرف إلى أن يدرس تصرف المنظومة الصحي، ودور إيواء المسنين، وقرارات الإغلاق وتنفيذها، وإغلاق المدارس وما حدث للأطفال والصغار والأقليات، وتبعات النازلة على الصحة العقلية للسكان، وتأثير النازلة على الاقتصاد، وحدود المملكة المتحدة، والقضايا الأخرى. وقالت القاضية هاليت إن ثمة كلمة واحدة تلخص معنى الوباء العالمي لكثيرين، وهي كلمة: الخسارة. وزادت أن ملايين الأشخاص عانوا من الخسارة، خصوصاً من فقدوا أصدقاء وأفراداً من أسرهم.. خسارة الصحة الطيبة، العقلية والجسمانية.. والخسارة الاقتصادية.. وخسارة الفرص التعليمية والتواصل الاجتماعي. وأضافت: هؤلاء المكلومون هم من خسروا أكثر من غيرهم. وكان تقرير حكومي خلص السنة الماضية إلى أن الحكومة البريطانية لم تكن مستعدة لمواجهة اندلاع وباء عالمي؛ وأنها كانت منشغلة أكثر بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما انتقد تقرير برلماني تأخر حكومة جونسون في إصدار قرار الإغلاق الأول، علاوة على التأخر في إتاحة الفحوص، وتعقب مخالطي المصابين.