عبدالله المعلمى
عبدالله المعلمى
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
من عرف الأديب الفريق يحيى المُعلمي، وقرأ سيرته العطرة، ومؤلفاته التي قاربت 50 مؤلفاً، لن يستكثر على السفير عبدالله المعلمي، ما حازه من فضل ومكانة طيلة 11 عاماً مندوباً للمملكة بالأمم المتحدة، إذ طالما تضمنت مداخلاته، وتعليقاته، وكلماته، آيات من الذكر الحكيم، وأحاديث نبوية، وأبياتاً شعرية، وأقوال فلاسفة وحكماء، وقادة، معبّراً بصوته المهذّب عن مواقف وتوجهات المملكة نحو السلام ومناصرة القضايا العادلة، بلغة عربية أصيلة، تخامرها المُحسنات البلاغية، والصور المشتقة من لغة أبيّة الراقية.

ولد السفير عبدالله يحيى المعلمي، في 5 مايو 1952، في مدينة القنفذة، وتلقى تعليمه في المراحل الابتدائية والمتوسطة في كل من مكة المكرمة، والرياض، وحصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكيميائية 1973، في جامعة ولاية أوريغون الأمريكية، ونال ماجستير العلوم في الإدارة 1983 من جامعة ستانفورد الأمريكية.


وتولى المعلمي العديد من المهمات والمناصب القيادية في القطاعات الدبلوماسية والعامة والخاصة، وشغل منصب سفير خادم الحرمين الشريفين في مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبروج والاتحاد الأوروبي (2007-2011).

بدأ المعلمي مسيرته العملية قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي في مصفاة الرياض للبترول التابعة للمؤسسة العامة للبترول والمعادن (1975-1977)، ثم مديراً عاماً لشركة منتجات الألمنيوم المحدودة (1977-1987)، ومن ثم رئيساً تنفيذياً (1988-1991).

وانتقل المعلمي إلى شركة العليان المالية الخاصة، وتولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة (1991-1998)، لينتقل بعدها إلى القطاع الحكومي عندما تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى (1997-2001)، ومن ثم أميناً لمحافظة جدة (2001 -2005).

وأسس الدبلوماسي السابق شركة دار المعلمي للاستشارات (2005 -2007)، بالتزامن مع عمله مستشاراً لمجلس الإدارة لشركة العليان المالية (2005-2008).

وبدأ منذ 2011 مهماته الدبلوماسية في الأمم المتحدة رئيساً لوفد المملكة الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك. وناقش المعلمي العديد من الأزمات التي شهدتها المنطقة خلال فترة عمله في الأمم المتحدة، أبرزها الأزمة اليمنية، التي أكد فيها مراراً رغبة المملكة في إنهاء الحرب، مع التأكيد على التزام المملكة بالوفاء بالمساعدات المالية للشعب اليمني المتضرر من الحرب.

وللسفير المعلمي مواقف بارزة خلال فترة عمله بالأمم المتحدة، إذ أكد رفض المملكة التدخل الخارجي في بعض الدول العربية مثل ليبيا والعراق، وضرورة إنهاء معاناة الشعب السوري، إضافة إلى التأكيد على موقف المملكة الثابت أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية الأولى لها، وستظل تدافع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطيني، ولم ينسَ قضية «الروهينغا» التي تعد من القضايا التي توليها المملكة اهتماماً كبيراً، وتتابع بقلق بالغ معاناة أقلية «الروهينغا» وغيرهم من الأقليات في أنحاء ميانمار، وتدين انتهاكات حقوق الإنسان هناك واضطهادهم وتهجيرهم.

ويخلف السفير الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل، السفير المعلّمي، إذ قدّم أوراق اعتماده للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش؛ مندوباً دائماً للمملكة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ونقل تحيات قيادة المملكة للأمين العام للأمم المتحدة.

وسبق للدكتور عبدالعزيز الواصل شغل منصب سفير ومندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف منذ 2016.