سيارة إسعاف تنقل مريضاً للمستشفى الملكي في لندن. (وكالات)
سيارة إسعاف تنقل مريضاً للمستشفى الملكي في لندن. (وكالات)
تظاهرة لمناهضي اللقاحات والقيود الصحية في بروكسل أمس الأول. (وكالات)
تظاهرة لمناهضي اللقاحات والقيود الصحية في بروكسل أمس الأول. (وكالات)
معجبو نجم كرة المضرب ديكوفيتش احتشدوا أمام  محكمة ملبورن التي قررت إعادة تأشيرة دخوله إليه. (وكالات)
معجبو نجم كرة المضرب ديكوفيتش احتشدوا أمام محكمة ملبورن التي قررت إعادة تأشيرة دخوله إليه. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يبدو أن «جنون» تسارع التفشي هو طبع من طباع سلالة أوميكرون، وليست حالة عارضة تنتاب هذه السلالة المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد. فقد غدت مؤلمة متابعة الأرقام وهو يتغير كل دقيقة في أنحاء العالم، وأوميكرون تُفشِي عدواها بما يربو على مليوني إصابة للأسبوع الثاني على التوالي. فقد أصابت الأحد 2.36 مليون نسمة حول العالم، بحسب مرصد صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الإثنين)، ما أحدث 6368 وفاة حول العالم. وقبيل حلول منتصف نهار الإثنين بقليل قفز العدد التراكمي لإصابات العالم إلى أكثر من 308 ملايين إصابة منذ وقوع نازلة كورونا. وانضم إلى قائمة المليون إصابة أمس كل من أستراليا، والمغرب. وأضحت كازاخستان التي تعاني وضعاً أمنياً وسياسياً صعباً منذ أيام على أبواب نقلة صحية أسوأ؛ إذ إنها أضحت تقترب من تسجيل مليون إصابة (997438 إصابة حتى أمس). وفيما لم تترك أوميكرون بلداً دون أن تصيبه بسوء صحي؛ فإن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند حافظت على تصدُّر قائمة البؤس الوبائي على مستوى العالم. صحيح أن عدد الحالات الجديدة قد ينخفض هنا أو هناك ببضعة آلاف. لكنه يزيد العدد التراكمي لإصابات كل بلد. كما أن اقتصادات الدول المنكوبة بمئات آلاف الإصابات تنزف وتعاني بشدة من جرّاء الغياب المتزايد في صفوف الموظفين وعمال شركات المطارات، وسائقي شاحنات إمدادات البضائع، والكوادر الصحية، وموظفي المطارات وشركات الطيران.

فقد سجلت الولايات المتحدة (الأحد) 677243 إصابة جديدة، و1559 وفاة إضافية. ويمثل ذلك العدد من الحالات الجديدة زيادة نسبتها 215% على عددها قبل 14 يوماً. وذكرت بلومبيرغ أمس أن تغيب الموظفين والعاملين من جرّاء النازلة يمثل اختباراً جديداً للاقتصاد الأمريكي. وأضافت أن وقوع الموظفين ضحايا للإصابة بأوميكرون أمر لا يستطيع صنّاع القرار السياسي عمل أي شيء إزاءه. فقد تحول ما بدأ بإلغاء سلسلة من رحلات الطيران، بسبب إصابة الطيارين وتغيب الموظفين في العزل الصحي واقعاً في المصانع، ومحلات البقالة، والمواني؛ ما يمثل اختباراً قاسياً لصمود سلاسل الإمداد. واضطر عدد كبير من الاقتصاديين إعادة النظر في توقعاتهم بالنسبة لمعدلات نمو الربع الأول من سنة 2022. وحتى لو كان ما يحدث راهناً هو أمر مؤقت فحسب، كما يتوقع كثيرون، فإن الخلل والاضطراب سيؤديان، لا مندوحة، إلى إبطاء الانتعاش الهش أصلاً في بعض القطاعات. وسيؤثران- من دون شك- في الخطط المستقبلية التي تزمع تلك القطاعات وضعها. وفي سياق متصل؛ أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الإثنين) أنه على رغم تمسك السلطات الصحية الأمريكية بأنه لا يزال سابقاً لأوانه تحديد مدى تأثير التفشي المتسارع والمتزايد لأوميكرون في الولايات المتحدة؛ فإن البيانات والأرقام الواردة من المدن الأمريكية التي ضربتها أوميكرون في بداية تفشيها تؤكد أن المستقبل لن يكون مشرقاً. فمع أن عدد الوفيات الوبائية في نيويورك وبوسطن وشيكاغو- وهي أولى المدن التي شهدت تفاقم الإصابات بأوميكرون- أقل مما حدث في الموجات الفايروسية السابقة؛ إلا أن منحنى الإصابات الراهن قد تكون له تأثيرات مدمرة، على حد تعبير «التايمز». كما أن عدد المرضى المحتاجين إلى التنويم في العناية المكثفة، أو إلى أجهزة التنفس الاصطناعي يقترب من مستويات ذروة إصابات شتاء 2021.


وفي بريطانيا؛ حيث أعلنت وزارة الصحة أمس (الإثنين) أنها سجلت 141472 إصابة جديدة و97 وفاة إضافية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ اندلع جدل على أشده إثر تصريح وزير التعليم ناظم زهاوي الليل قبل الماضي بأن الحكومة ستتوقف قريباً عن توزيع أجهزة الفحص السريع على السكان، بدعوى أنهم يجب أن يتعلموا كيف يتعايشون مع وباء كوفيد، الذي ستتم معاملته باعتباره مرضاً محلياً، وليس وباء عالمياً. وأثار ذلك هجوماً غاضباً على حكومة المحافظين التي يتزعمها رئيس الوزراء بوريس جونسون، التي سارعت إلى طمأنة البريطانيين إلى أن ذلك لن يحدث خلال أسابيع كما قال زهاوي. واعتبرت صحيفة «الغارديان» أمس أن ذلك ينم عن بون شاسع في الآراء حيال «التعايش مع كوفيد»، وكيف سيكون شكله. وأضافت أن بعض البريطانيين رأوا أن التعايش مع الفايروس سيعني إلغاء جميع التدابير الاحترازية، والعودة للحفلات والمناسبات الصاخبة كأن بريطانيا لا تزال في سنة 2019. وأكدت «الغارديان» أنه لا غنى عن الفحوص المنزلية السريعة، في وقت سيؤدي الوضع الحالي إلى استنفاد الطاقة الاستيعابية لمختبرات الحكومة البريطانية؛ إذا تقرر الاعتماد على فحوص PCR وحدها. لكنها أشارت أيضاً إلى أن الفحوص المنزلية السريعة لم تأت بلا مقابل؛ إذ أنفقت عليها الحكومة البريطانية أكثر من 6 مليارات جنيه.