-A +A
تضرب المملكة العربية السعودية أنصع وأبدع الأمثلة بوقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق، وغيره من الشعوب، وبذل ما يمكنها بذله لحماية العُزّل، وحفظ الأمن، وصيانة الأنفس، مع كل كامل الاحترام لخيارات الشعوب التي تقررها بنفسها دون تدخل من أحد ولا إملاءات من طرف ما أو جهة.

ليس بدعاً اصطفاف بلادنا إلى جانب الأشقاء الأفغان، انطلاقاً من مواقف المملكة الإنسانية، وإيمانها الراسخ بضرورة حماية ورعاية الإنسان، وتوصيل المساعدات الإغاثية، للعناية بالمكونات البشرية كافة، المعوّلة على بلاد الحرمين بصفتها قِبلة المسلمين، ومنطلق المصالحات طيلة عقود، ورائدة الأعمال الإغاثية، إضافةً إلى ترؤس بلادنا الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية.


وفي ظل التزام المملكة بواجباتها العروبية والإسلامية والإنسانية، بادرت بطلب عقد الاجتماع الاستثنائي العاجل استجابة لما يواجهه الشعب الأفغاني من أزمة إنسانية خطيرة، ومعاناة كارثية كبيرة تتفاقم بحلول فصل الشتاء، وحاجة الملايين من الأفغان بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والدواء والمأوى، وكلّها أمل في تحقيق ما تصبو إليه في تحجيم الضرر أو تخفيفه على أقل تقدير.

ولاستيعاب المسؤولين في المملكة لما يترتب على الانهيار الاقتصادي في أفغانستان من تدهور الأوضاع المعيشية للشعب الأعزل، وتفادياً لما يندرج تحت ذلك من تداعيات مأساوية تُفضي إلى المزيد من عدم الاستقرار، وتؤدي إلى عواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، دعت عبر منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع تقتضيه الأواصر والعُرى الوثيقة بين الشعوب الإسلامية.

وستظل المملكة حاملة لواء السعي الحثيث لتحقيق الوحدة والانسجام في محيطيها العربي والإسلامي؛ كون المبادرات الخيّرة ديدن السياسات السعودية، لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة الأوطان، ووحدة أراضيها، والتصدي للتدخلات الأجنبية فيها.