-A +A
حسن باسويد (ويلبراهام ـ ماساتشوستس)

عندما أعلنت مدينة ويلبراهام بولاية ماساتشوستس يوم 29 يونيو من عام 2021 «يوم ذكرى ذيب وجاسر اليامي»، تخليداً لذكرى البطولات والتضحية للمواطنين السعوديين اللذين لقيا حتفهما في نهر شيكوبي في نفس التاريخ 29 يونيو 2018 خلال محاولتهما إنقاذ حياة عائلة أمريكية وأطفالها من الغرق، كان ذلك تعبيرا من المدينة عن مدى الامتنان والتقدير لتلك التضحية والعمل البطولي الذي قام به كل من ذيب وجاسر، وهما أبناء عمومة من مدينة نجران السعودية كانا يدرسان الهندسة في الولايات المتحدة، ملبيين نداء الواجب الإنساني مخاطرين بحياتهما في سبيل إنقاذ حياة أناس كانت أرواحهم على المحك.

المحامية سينثيا هزار فريد الممثلة القانونية لعائلة اليامي والمتحدث الرسمي باسمها كانت الجندي المجهول وعملت بصمت وجهد كبير مع بلدية المدينة لتأمين الإعلان التاريخي، ليتم الإعلان عن أول تكريم من نوعه يُمنح في الولايات المتحدة لمواطنين من المملكة العربية السعودية.

المحامية سينثيا أمريكية من أصول عربية تحدثت لـ«عكاظ» قائلة: «مات ذيب وجاسر بطلين، وتأثرت عائلتهما بعمق بالتصريحات التاريخية لولاية ماساتشوستس خلال حفل أقيم خصيصاً لتكريم التضحيات البطولية لأبنائهم في إنقاذ أطفال من الغرق».

وأضافت: «يشرفني أن أكون قد ساعدت في تحقيق هذا الإعلان التاريخي لتكريم عائلة اليامي، ليضمن ذلك دائماً تذكر أرواح ذيب وجاسر العظيمة وتضحياتهما البطولية، وستظل دائماً في قلوبنا إلى الأبد هنا في الولايات المتحدة وحول العالم».

سينثيا فريد ألقت خطاباً في حفل تكريم المدينة قالت فيه: «مات ذيب وجاسر بطلين، فهما أنقذا حياة أناس غرباء عنهما، بعضهم أطفال جرفتهم التيارات القوية المفاجئة في نهر شيكوبي.. ضحى ذيب وجاسر بحياتهما وكلاهما من طلاب الهندسة ليتمكن الآخرون في مجتمعهم من العيش».

وتابعت: «بالنيابة عن عائلاتهم الذين ينضمون إلينا في هذا الحفل من المملكة العربية السعودية، أود أن أشكر بلدة ويلبراهام على إعلان اليوم الذي يكرم شجاعة ذيب وجاسر للتضحية المطلقة، ونحن نعلم بأن ألم عائلاتهما لن يختفي أبداً، لكن اعتراف ولاية ماساتشوستس وخاصة مدينة (ويلبراهام) العلني بما فعله هذان البطلان لمساعدة الآخرين يجلب الشعور بالفخر والراحة».

وأشارت سينثيا خلال خطابها إلى أن اسم «ذيب» في اللغة العربية يعني «الذئب»، ومن المعروف أن الذئاب في البرية تضحي بأنفسها لإنقاذ الآخرين في قطيعها، كما أن اسم «جاسر» بالعربية يعني «شجاع».

وقالت: «ذيب اعتبر الغرباء المنكوبين من أفراد قطيعه وضحى بنفسه من أجلهم.. وجاسر جسد اسمه عندما قفز في ذلك النهر دون تفكير في سلامته أو رفاهيته.. رحمهما الله وبارك روحيهما».

ونوهت إلى أن الشابين اللذين هما من مدينة نجران السعودية، لم يترددا في مساعدة الآخرين رغم أن ذلك يعني خسارة حياتهما، متمنية أن يكونا نموذجاً ومنارة لمزيد من التفاهم والاحترام والمحبة لكل الشعوب في ما بينها.

يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منح الشهيدين ذيب وجاسر اليامي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تكريما للعمل البطولي الذي قاما به.

كما أرسل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب برقيتي عزاء لأسرتي الطالبين ذيب وجاسر معربا باسمه واسم الشعب الأمريكي عن خالص تعازيه لعائلتي البطلين السعوديين، منوهاً بالعمل الإنساني وما قاما به في سبيل إنقاذ طفلين أمريكيين، مبيناً أن عملهما النبيل لن ينسى.