اللقاحات الروسية متوافرة، لكن السكان مُعرِضون عنها. (وكالات)
اللقاحات الروسية متوافرة، لكن السكان مُعرِضون عنها. (وكالات)




رجال شرطة سياتل تجمهروا للاحتجاج على إلزامية خضوعهم للقاحات. (وكالات)
رجال شرطة سياتل تجمهروا للاحتجاج على إلزامية خضوعهم للقاحات. (وكالات)




كوادر صحية هندية في بنغالور يحملن أجهزة فحص كورونا. (وكالات)
كوادر صحية هندية في بنغالور يحملن أجهزة فحص كورونا. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
هل أضحى العالم على أعتاب جحيم جديد اسمه «دلتا بلَس»؟ هل هذه السلالة المتحورة وراثياً من سلالة دلتا هي السبب في تسارع التفشي الذي تشهده دول من قبيل بريطانيا، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا؟ لا تزال الولايات المتحدة وبريطانيا تستأثران بالنصيب الأكبر من الإصابات الجديدة على مستوى العالم. ففيما سجل العالم في 17 أكتوبر الجاري 392654 إصابة جديدة، بحسب مرصد «نيويورك تايمز»، أو 263863 إصابة جديدة بحسب مرصد بلومبيرغ؛ كان للولايات المتحدة منها 83576 إصابة جديدة، و1523 وفاة إضافية. وكان لبريطانيا منها 45140 حالة جديدة. ولهذا طالب المفوض السابق لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية سكوت غوتليب الليل الماضي بضرورة إجراء «بحث عاجل» عن ماهية التحور الوراثي لما يعرف بسلالة «دلتا بلَس»، لمعرفة ما إذا كان تحورها الوراثي جعلها أسرع تفشياً، وهل تملك قدرة على إعطاب مفعول اللقاحات المضادة لكوفيد-19، ولو جزئياً؟ وأشار غوتليب إلى أن بريطانيا أبلغت عن أن 8% من حالاتها الجديدة هي للتحور الجديد المسمى AY.4، مصحوباً بالتحور الذي يحمل اسم S:Y145H. وسجلت بريطانيا الأحد أعلى عدد من الإصابات الجديدة فيها منذ منتصف يوليو 2021. وقالت وزارة الصحة البريطانية أمس (الإثنين) إنها سجلت 45140 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما أن عدد الحالات المنوّمة في المستشفيات بمرض كوفيد-19 قفز بنحو 12%، ليصل إلى 915 مريضاً. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس إلى أن وزراء حكومة بوريس جونسون يزمعون فتح عيادات لا تحتاج إلى مواعيد مسبقة، حتى يذهب إليها المراهقون الذين تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً للحصول على لقاح كوفيد-19، في مسعى لتعزيز مسار حملات التطعيم في البلاد. ونقلت عن مصادر قولها إن هذه الخطوة المزمعة تأتي لتفادي تجمهر مناهضي اللقاحات أمام أبواب المدارس، للاحتجاج على تطعيم الصغار. وأشارت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية أمس إلى أن النسبة الكبرى من عدد الحالات الجديدة خلال الأيام الماضية في بريطانيا هي للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، خصوصاً أن نسبة من تم تطعيمهم من هذه الفئة في إنجلترا لا يتعدى 14.2%، مقارنة بـ 44.3% من أقرانهم في أسكتلندا. لكن الحكومة البريطانية تقول إنها نجحت في تطعيم 56.6% من المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، على الأقل بجرعة واحدة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وذكر مكتب الإحصاءات الوطنية أمس أن طفلاً من كل 14 طالباً بالمدارس الثانوية أصيب بفايروس كورونا الجديد خلال الأسبوع المنتهي في 8 الجاري. وكان معدل الإصابات بين هذه الفئة خلال الأسبوع السابق يصل إلى طفل من بين كل 20 طفلاً. وهو ما اعتبره أستاذ علم الإحصاء التطبيقي بالجامعة البريطانية المفتوحة البروفيسور كيفن ماكونواى «مثيراً للقلق». وعدّه دلالة على تباطؤ مستوى التطعيم وسط طلاب المدارس البريطانية.

وفي واشنطن، قال مستشار إدارة الرئيس جو بايدن لشؤون مكافحة الأوبئة الدكتور أنطوني فوتشي إنه يتوقع أن تقوم الجهات الرقابية الصحية في بلاده بدراسة ما إذا كان يتعين إعطاء الأشخاص الذين تم تحصينهم بلقاح جونسون آند جونسون، ذي الجرعة الوحيدة، جرعة تنشيطية من أحد اللقاحين المصنوعين بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي، وهما فايزر-بيونتك، وموديرنا. وأضاف أن ذلك سيتيح ارتفاعاً كبيراً في عدد الأجسام المضادة للفايروس، قياساً بما إذا تم تنشيط مناعتهم بجرعة ثانية من لقاح جونسون آند جونسون نفسه. بيد أن قضية «تخليط» اللقاحات تثير جدلاً كبيراً بين العلماء وخبراء الإدارات الحكومية. وتثار بوجه الخصوص مخاوف تتعلق بالمأمونية، واحتمالات نقص الإمدادات الكافية. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية خولت الأسبوع الماضي منح جرعة تنشيطية ثانية من لقاح جونسون آند جونسون لأي شخص يزيد عمره على 18 عاماً. كما وافقت على منح جرعة تنشيطية ثالثة من لقاح شركة موديرنا. وفيما صنع اللقاح الأخير بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي؛ فإن لقاح جونسون آند جونسون تم صنعه بالتكنولوجيا التقليدية للقاحات. ووافقت الهيئة في سبتمبر الماضي على الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاح فايزر-بيونتك. وأعلنت حكومة الولايات المتحدة أمس الأول أن عدد الجرعات التنشيطية التي تم استخدامها يزيد حتى الآن على 10 ملايين جرعة. وحض فوتشي رجال الشرطة في الولايات الأمريكية على تقبل إلزامية التطعيم، ووضع حد للمواجهات والمشادات بينهم وسلطات حكام وعواصم ولاياتهم.


وفي روسيا؛ أعلنت الحكومة أنها سجلت الأحد 34303 إصابات جديدة، تزيد على 70% مما تم تسجيله قبل نحو شهر. وكان أكبر عدد من الإصابات في روسيا سُجّل في 19 سبتمبر الماضي. وبلغ 20174 حالة جديدة. وأشارت إلى أن عدد الوفيات الأحد بلغ 999 وفاة، مقارنة بـ 1002 وفاة تم قيدها السبت الماضي. وفي أخبار سارة لكل من إندونيسيا والإمارات؛ أعلنت إندونيسيا أمس أن عدد وفياتها الأحد هبط إلى 19 وفاة فقط، وهو الأدنى منذ 25 مايو الماضي. ورافقته 747 إصابة جديدة، وهي الأدنى منذ 16 شهراً. أما في الإمارات فقد قالت السلطات الصحية إنها سجلت الأحد 99 إصابة جديدة فقط. وهي المرة الأولى منذ مارس 2020 التي يتم فيها تسجيل أقل من 100 إصابة جديدة. وتمكنت الإمارات من تطعيم 86% من سكانها؛ ما أدى إلى هبوط عدد الحالات الجديدة بنسبة 95% منذ مطلع أغسطس الماضي.

تحفظات فرنسية على «موديرنا»

أبلغ مدير وكالة الصحة الفرنسية دومينيك لو غولوديك صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» بأن فرنسا تريد مزيداً من التفاصيل في شأن تأثيرات لقاح شركة موديرنا الأمريكية في الشباب؛ وسط مخاوف في دول عدة من تأثيرات محتملة في عضلة القلب لدى الشبان بعد حصولهم على الجرعة الثانية من لقاح موديرنا المضاد لوباء فايروس كورونا الجديد. وقال: نريد أن نكون على بيّنة في شأن فوائد هذا اللقاح بالنسبة إلى الشباب. وأضاف أن التحذيرات التي أطلقتها دول أسكندنافية الشهر الجاري اضطرت الفرنسيين إلى تغيير إستراتيجيتهم. وأعلنت الوكالة العليا للهيئة الصحية الفرنسية أيضاً أنها توصي بعدم منح الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاح موديرنا للمسنين، إلى حين صدور ضوء أخضر بهذا المعنى من وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى؛ قال كبير علماء شركة كانسينو الدوائية الصينية جو تاو إن نسخة يتم تناولها بالاستنشاق من لقاح كانسينو المضاد لفايروس كورونا الجديد يمكن أن تعزز مستوى الأجسام المضادة التحييدية بما يراوح بين 250 و300 ضعف، بين من حصلوا على جرعتين من هذا اللقاح قبل ما لا يقل عن ستة أشهر.