كل شيء يوحي بعودة الحياة لطبيعتها في لندن. (وكالات)
كل شيء يوحي بعودة الحياة لطبيعتها في لندن. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
هل هي بريطانيا التي تبعث الحيرة في نفوس أهلها؟ أم هو كوفيد-19 الذي يَكذِب من يقول إنه بات يعرف كل شيء عنه؟ هذا هو التساؤل-الإحساس في بريطانيا أمس، بعدما تواصل هبوط عدد الإصابات اليومية بفايروس كورونا الجديد لليوم السادس على التوالي؛ إذ انخفض خلال الساعات الـ 24 الماضية إلى 24950 إصابة جديدة، تمثل ثلث ما تم تسجيله من حالات جديدة الإثنين الماضي. وواكب ذلك انخفاض في عدد وفيات كوفيد إلى 14 وفاة أمس، بعدما بلغت 19 وفاة الإثنين الماضي. بالنسبة لرجل الشارع العادي ما تم تأكيده من إصابات أمس ليس رقماً لا يعني شيئاً. لكن بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون وبعض علمائها إنه ليس شيئاً البتة. ورحب عدد من العلماء بهذا التراجع الوبائي. لكن لم ينعقد أي اجتماع بينهم لبحث الأسباب التي تكمن وراءه، أو ما إذا كان يعني أن ذروة الموجة الوبائية الراهنة قد بلغت ذروتها، وسيتواصل الانخفاض.

بيد أن أكبر المستفيدين من هذه الأرقام التنازلية هو بلا شك جونسون، الذي ظل يصارع منذ أسابيع الانتقادات له ولحكومته بتعجل «حرية» بريطانيا من القيود الصحية الرامية لمكافحة الوباء. ويذكر أن بريطانيا أضحت حرة من تلك القيود الصحية منذ 19 يوليو الجاري. ويعني ذلك أن البريطانيين انغمسوا في الحال في حضور المباريات الحاشدة، والحفلات الصاخبة، وتدفقوا على الشواطئ من دون أي تدبير احترازي. وبينما كان جونسون يتغنى بإنجازه الصحي، كان كوفيد-19، خصوصاً سلالة دلتا الهندية المتحورة وراثياً، يلتهم عشرات آلاف البريطانيين ممن أصابهم. لكن رئيس الوزراء سعى إلى التظاهر بالحذر، دون حاجة إلى الاحتفال بدحر كوفيد-19 بشكل رسمي. فقد اكتفى المتحدث باسمه لإبلاغ الصحفيين أمس بأنه لا يعتقد بأن بريطانيا نجحت في القضاء على أزمتها الصحية بعد.


وعلى النقيض من جونسون؛ ذهب عالم مكافحة الأوبئة البروفسور نيل فيرجسون، الذي أطلقت عليه صحف لندن لقب «مهندس الإغلاق» الأول في ربيع 2020، إلى أن بريطانيا ستكون قد تحررت من أصفاد كوفيد-19 تماماً بحلول أكتوبر 2020. وأضاف أن الاتجاه التنازلي الراهن لعدد الإصابات الجديدة قد يكون «حقيقياً». لكنه قال إنه ينبغي الحذر لأن الوضع ليس واضحاً تماماً، ولأن البلاد قد تشهد موجة جديدة من التفشي الفايروسي. وأعرب عن اعتقاده بأن انخفاض عدد الإصابات الجديدة قد يعزى الى انتهاء منافسات بطولة المنتخبات الأوروبية، وبدء سخونة الصيف التي تعني أن عدد الأشخاص الذين يختلطون في الغرف المغلقة بدأ ينحسر. وأضاف فيرجسون أن ثمة غموضاً بشأن ما سيحدث في الخريف القادم. لكنه قال إن الحسابات كلها تغيرت بشكل جذري بسبب عامل اللقاحات المضادة للوباء. وقال: أنا واثق من أننا سنضع بحلول نهاية سبتمبر أو أكتوبر الوباء العالمي وراءنا. سيظل كوفيد باق بيننا. سيظل بعض الناس يموتون بكوفيد-19. لكننا سنكون قد تركنا معظم الوباء العالمي الكبير وراء ظهورنا.

ودعا وزير شؤون الشرطة البريطاني كيت مالتهاوس البريطانيين إلى التزام الهدوء. وقال إن الحكومة البريطانية تنتظر لترى ما سيكون من شأن الإصابات الجديدة خلال الأيام القادمة. وذكر أنه يعتقد أن الإصابات بدأت تنخفض لأن المدارس بدأت عطلتها الصيفية.