-A +A
يتفق فقهاء القانون وخبراء السياسة على عجز الإسلام السياسي عن إثبات نفسه، وتعزيز إيمان الناس به، كونه كافراً بفكرة الدولة الوطنية.ولم يعد خافياً أن منطلقات رموز الإخوان ومرشدهم تتمثل في توظيف الانتهازية السياسية لخدمة المشروع الحالم بأسلمة العالم بالفوضى والتطرف وتجنيد الشبان لتدمير بنية الأوطان.

ولن يغادر المشروع الحزبي مربع مناوراته الفاشية الفاشلة، لقناعته بدور الأراجوز نظريةً وتطبيقاً، فالتباين واضح، وتقلبات المواقف شاهدة، وتحالفاته مع أعداء العروبة والإسلام مكشوفة وظاهرة للعيان، وقفزهم من خندق إلى خندق مفضوح، وممارسة الفساد شعار لمنظومة تدّعي التقوى والزهد في الدنيا ومتاعها. ومن الحقائق الماثلة عجز أحزاب الإسلام الحركي عن تقديم رؤى ونماذج اقتصادية واجتماعية مثالية للحكم، فانكشف عوارها وبان هزال خبرتها في إدارة الدولة، وعجزت عن كسب ثقة المجتمع، بمن فيهم النخب الفكرية والثقافية، إضافة لجهلهم التام بالممارسة السياسية والبرلمانية والدبلوماسية لضمان مصالح بلدانهم التي لا يقيمون لها وزناً، في ظل التطلع لمنجز الأمة المتخيلة. ولعل الإخفاقات المتتالية، والتحولات المثيرة للقلق والنفور التي آلت إليها سياسات الإسلام السياسي في عدد من عواصم عالمنا العربي، آذنت بأفول شمس حزب النهضة المدّعي استقلالية عن بقية الحركات الخاضعة للأدلجة الضيّقة. وسيظل طيف الإسلام السياسي قاصراً عن تولي مهام دولة، في ظل استناده على مرجعيات خارج حدود الوطن، وتعمده استيراد الأزمات للداخل، ما عزز الاختلافات الحادة والانقسامات، وأضعف الأداء، ما يؤكد أميته السياسية، واعتماده على استثارة عواطف البشر بالشعارات. وتقف المملكة في هذا الوقت العصيب مع تونس الشقيقة، لتجاوز كل التراكمات والتبعات الثقيلة، الناجمة عن عبثية أدعياء لم ينجحوا في ارتداء لباس الدِّين، ولم يوفقوا في التلبس بأدبيات السياسة.