-A +A
ياسرعبدالفتاح (جدة) okaz_online
أي ساعة تفضّلها شركة الكهرباء لبث أخبار فواتيرها على صندوق رسائل الهواتف؟ تفضلها ليلاً مع أن جون كيندي يقول: «الوقت المناسب لإصلاح السقف هو وقت سطوع الشمس»!.. يحار المرء صبحاً ومساء بين طنين الرسائل التسويقية وإشعارات «شركة النور والضياء» التي تغمر المشتركين برسائلها بنحو 5 مرات في الشهر، الأولى قبل 6 أيام من صدور الفاتورة، والثانية لحظة صدورها، والثالثة عند استعجال السداد، والرابعة تذكير بالاستعجال، وفي المرة الخامسة قرار الفصل! لا أحد ينازع الكهرباء في تحصيل مستحقاتها أول الشهر أو آخره، فالحق أولى أن يتبع، ومن استلطف التيار وانتفع به يتحمل تبعات انتفاعه، فالعلاقة المتجذرة التي ربطت بين الشركة والمستهلك على مدى عقود طويلة، تلزم طرفيها بالاحترام المتبادل والشفافية المرتجاة والوفاء بالعهود، وأحسنت «الكهرباء» قبل يومين حين طوّرت فواتيرها لتمكّن المشترك من توقع قيمة ما سيدفعه في الشهر التالي، وتحثه على ضبط استهلاكه (عكاظ الاثنين 5 يوليو)، لكن الذي فات على الشركة الموقرة، في إطار سعيها لتعزيز العلائق المشتركة، اختيار الوقت المناسب لبث رسائلها النصية، إذ تصادف - من غير تعمد قطعا- ساعات الليل التي تزأر فيها مكيفات الهواء مستهلكة نصف كيلو واط الشهر، وكأن الشركة تود تنبيه مشتركيها إلى أن هذه النعمة اللطيفة والنسائم الباردة التي تهب من مكيفات النوافذ والأسقف قد تتلاشى وتُقطع عند «العثرة والعسرة»!