-A +A
محمد فكري (القاهرة) okaz_online@
من أرض السلام في مكة المكرمة انطلقت بشائر السلام إلى أفغانستان عبر اتفاق «تاريخي»، من شأنه أن يصل بالأطراف المتقاتلة إلى حل شامل للنزاع الذي طال أمده وأوقع آلاف الضحايا. ويعتقد مراقبون سياسيون، أن ما تضمنه الاتفاق من إنشاء هيئة تنسيقية مشتركة لتطبيق بنوده يعد الخطوة الأبرز نحو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع، وهو ما كانت تفتقده الاتفاقات السابقة. ولفت الخبراء والمحللون إلى أن المؤتمر الذي جمع للمرة الأولى كبار علماء أفغانستان وباكستان لتحقيق المصالحة الأفغانية، سيمثل علامة فارقة في هذه الأزمة، متوقعين أن يصل بها إلى أرضية مشتركة من الوفاق، وهو ما ظهرت بوادره خلال اللقاء الذي تناول مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ونوه المحللون بالدور البارز للمملكة العربية السعودية وتصديها العملي للقضايا الشائكة وسعيها الحثيث وقف إراقة الدماء في أفغانستان، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة «صانعة سلام».


ولعل من اللافت في هذا المؤتمر وما تمخض عنه التأكيد على عدم ربط العنف بأي دين أو جنسية أو حضارة أو عرق، واعتباره نتاج التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره بما فيه من عنفٍ ضد المدنيين أو الهجمات الانتحارية، وهو ما شدد المؤتمر على أنه أمر مناقض لمبادئ العقيدة الإسلامية الأساسية.. هذه الرسالة في رأي مراقب عربي، عدت من أبرز المضامين التي تمخضت عن اجتماع مكة المكرمة الاستثنائي، إذ جددت التأكيد من قبل كبار العلماء على أنه لا علاقة للدين الإسلامي الحنيف بالعنف أو الإرهاب أو التطرف. ومن هنا، فإن توافق العلماء في جوار البيت الطاهر، ينبغي أن تأخذه كافة الأطراف الأفغانية المتصارعة على محمل الجد، وأن تبدأ من أمس وليس من اليوم، وضع بنود الاتفاق التاريخي موضع التنفيذ، وأن توفر له المناخ الإيجابي للتطبيق العملي، إذ إنه بعد حروب طويلة خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين، آن الأوان أن تصمت المدافع في أفغانستان، وأن يسمع صوت السلام وأن تسعى كل الأطراف إلى تحقيق الأمن والاستقرار.