-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
رصدت موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة مساهمة علماء الحرمين الشريفين ودورهم الرائد في التعليم والإجازة، والعالمات المكيات والمدنيات لأدوارهن الخالدة، إذ بلغن شأواً في الفقه بدين الله، وأجزن نساء ورجالاً، ليرووا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكن محل اتفاق في علو السند، والحجة والثقة، وأورد التقي الفاسي في كتابه «العقد الثمين» سيرة 251 سيدة مكية ينتمين لعصور عدة، منهن 23 فقيهة منحن الإجازة للعلماء الرجال.

وأورد ابن سعد في طبقاته أكثر من 90 صحابية روين الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منهن زوجاته أمهات المؤمنين، وابنته فاطمة. وأشارت الباحثة آمال قرداش في رسالة علمية إلى أن الحافظ المزي أورد في «تحفة الأشراف» 112 مسنداً لصحابيات. كما روت نحو 20 تابعية الحديث.


ومن أبرز المحدّثات ابتداءً من القرن الثالث المحدثة كريمة بنت أحمد محمد خاتم المروزية المكية ونسختها المعتمدة نوّه بها الحافظ بن حجر العسقلاني، في «فتح الباري» وعدّها أهم النسخ، وحضر دروسها في الحرم أكابر علماء الحديث، ونالوا منها الإجازة، وحدّثت بصحيح البخاري عن كبار الحفاظ، منهم أبوالهيثم الكشميهني، وزاهر السرخسي، وعبدالله بن يوسف بن ماوية الأصبهاني، ودرس على يدها كبار المُحدّثين من المشرق والمغرب، منهم محدّث «هراة» الحجة أبو ذر، ووصى تلاميذه بأن لا يأخذوا صحيح البخاري إلا عنها. والخطيب البغدادي، والسمعاني، والطبري، وعلي بن إبراهيم النسيب، وأبو طالب الزينبي، وأبو الغنايم النرسي، وأبو الحسن الفراء الموصلي، وأبو عبدالله السعيدي المصري. وكانت محل اهتمام علماء المغرب. وصفها ابن الجوزي بالعالمة الصالحة، وقال عنها الذهبي «الشيخة الفاضلة المسندة»، ووصفها آخرون بالأستاذة وبالحُرة الزاهدة.