الصمت يخيم على متاجر نيودلهي؛ بسبب الأزمة الصحية المتفاقمة.
الصمت يخيم على متاجر نيودلهي؛ بسبب الأزمة الصحية المتفاقمة.




عمال صحيون ينقلون جثث موتى كوفيد من المستشفى للمشرحة.
عمال صحيون ينقلون جثث موتى كوفيد من المستشفى للمشرحة.




أسرة هندية تندب عزيزاً فقدته أمام المستشفى الذي حدثت فيه الوفاة.
أسرة هندية تندب عزيزاً فقدته أمام المستشفى الذي حدثت فيه الوفاة.
-A +A
ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (نيودلهي) OKAZ_online@
تفاقم البؤس الصحي في الهند أمس (الاثنين)، بعد نحو 24 ساعة سجلت خلالها الهند 352991 إصابة جديدة، و2812 وفاة. وهي المرة الخامسة على التوالي التي تسجل فيها الهند أكثر من 300 ألف إصابة، واليوم السادس على التوالي يتم فيه قيد أكثر من ألفيْ وفاة. وأدى ارتفاع عدد الوفيات إلى أزمة تتعلق بدفن الجثامين؛ حتى أن السلطات طلبت من ذوي المرضى الذين ماتوا في منازلهم الاحتفاظ بجثثهم إلى حين حل أزمة المدافن، والمحارق! ونشرت الصحف الهندية والعالمية أمس مشاهد مؤلمة لمرضى يتم علاجهم في مواقف السيارات بالمستشفيات في العاصمة نيودلهي وخارجها، بسبب عدم وجود أسرّة وأماكن شاغرة داخل المرافق العلاجية. ونقلت الصحف الهندية أمس تصريحات لعدد من الأسر الهندية التي ناشدت السلطات إيجاد حل عاجل لتكدس الجثامين في المنازل، لأنها ستبدأ التحلل قريباً جداً. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس (الإثنين) إلى أن مقبرة أهل الإسلام- وهي كبرى مقابر المسلمين في نيودلهي- أضيف إليها أكثر من 1300 قبر منذ مارس الماضي، ولم يعد فيها مكان لقبر جديد. ونقلت عن مسؤوليها قولهم إنهم سيرفضون استقبال أي جثامين جديدة اعتباراً من الأسبوع القادم. وتتكرر المشاهد نفسها في محرقة جثامين الهندوس، حيث تنتظر الأسر طويلاً إلى أن يحين دورها لتسلم إدارة المحرقة جثمان فقيدها ليتم حرقه. ووصفت أسوشيتدبرس الوضع بقولها إن الفايروس «يبتلع الناس في الهند». وأشارت إلى تنقل ذوي المصابين مع مرضاهم من مستشفى إلى مستشفى، بحثاً عن سرير شاغر، أو عن مستشفى تتوافر فيه إمدادات الأكسجين. وغالباً ما تنتهي هذه الرحلة القاسية بوفاة المريض في الطريق من مشفى إلى آخر. ونشرت مجلة «كارافان» الهندية مقطعاً مرئياً لامرأة تولول بعد ما توفي شقيقها البالغ من العمر 50 عاماً، في رحلة الشقاء من مستشفى لآخر، حين نفد الأكسجين من الأسطوانة التي كانت بحوزته. وتقول المرأة إنها تحمّل رئيس الوزراء ناريندرا مودي مسؤولية وفاة أخيها. وأضافت: لقد أشعل مودي نيران المحارق في كل بيت هندي! ومع هذه الأرقام الفلكية للإصابات تخطت الهند أمس 17 مليون إصابة، فيما يقترب عدد وفياتها من 200 ألف وفاة (195263 وفاة أمس). وتجاوز العدد التراكمي للمصابين في الهند منافسه البرازيلي بمراحل؛ إذ يبلغ عدد مصابي البرازيل حالياً 14.31 مليون نسمة. لكن البرازيل تقترب من رقم أسود في تاريخ أزمتها الوبائية؛ إذ قيدت 390925 وفاة. وباتت قريبة من بلوغ 400 ألف وفاة. ولا ينافسها على كثرة الوفيات سوى الولايات المتحدة (586152 وفاة). وبات مشهداً مألوفاً في غالبية مدن الهند المنكوبة أن تضيء نيران محارق الجثامين المساء ليلاً. وفي مدينة بوبال (وسط الهند)، عمدت سلطات المحرقة إلى زيادة عدد شعلات النار من 12 إلى 50 شعلة. وعلى رغم ذلك فإن قائمة الانتظار تتطلب بقاء الأسر ساعات عدة قبل تسلم جثامينهم لحرقها. وقال عمال محرقة بوبال إنهم أحرقوا السبت الماضي 110 جثامين في يوم واحد. ونقلت أسوشيتدبرس عن عامل في المحرقة قوله: أصبحنا نحرق الجثمان حال تسلمنا له.. تماماً كما يحدث في الحروب. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إلى أن بعض الأسر تلقوا تعليمات من السلطات المحلية الهندية بحرق جثامين فقدائهم في الحدائق الخلفية لمنازلهم! وفي ولاية كارنتاكا الجنوبية أبلغت السلطات الأهالي بدفن أو حرق جثامين موتاهم في مزارعهم، أو حدائقهم، من أجل تخفيف الضغوط على المقابر الإسلامية والمحارق الهندوسية.

سبقت السعودية دول العالم أمس الأول بإرسال مساعدات طبية وإنسانية للهند لمواجهة أزمتها الصحية المتفاقمة. وأعلنت الولايات المتحدة أنها قررت إرسال مكونات صناعة اللقاحات للهند للمساعدة في صد الجائحة. وقال مسؤولون أمريكيون أمس إن واشنطن تنوي إرسال مخزونها من لقاح أسترازينيكا الإنجليزي- نحو 20 مليون جرعة- للهند. وقررت بريطانيا إرسال 9 طائرات مدنية محملة بأجهزة تنفس اصطناعي، وإمدادات من الأكسجين الطبي، والمعدات الطبية للهند. وقررت بنغلاديش إغلاق حدودها مع الهند لتفادي تسلل السلالة الهندية إلى أراضيها. وقاتلت إيطاليا أمس إنها قررت منع أي شخص كان في الهند خلال الأيام الـ 14 الماضية من دخول أراضيها.