-A +A
محمد الشهراني (المنامة) okaz_online@
أكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل أن العودة للاتفاق النووي الإيراني لن يحل مشكلة خطر القيادة الإيرانية على المنطقة بل يؤجج النزاعات، مشيراً إلى أن دول المنطقة تبحث عن خيارات أخرى لحفظ استقرارها والاستعداد لليوم الذي تمتلك فيه القيادة الإيرانية للسلاح النووي لا سيما وأن بعض الدول الكبرى لديها قابلية للخضوع لابتزار القيادة الإيرانية، مشيراً إلى ضرورة استعداد دول الخليج لكل الاحتمالات وخاصة احتمال حيازة إيران للسلاح النووي. وأضاف: «ونحن ملتزمون بمنطقة محظورة الأسلحة من الدمار الشامل».

وأوضح الأمير تركي الفيصل في منتدى صحيفة البلاد البحرينية بمشاركة 60 شخصية عربية قيادية وسياسية وإعلامية ودبلوماسية وبرلمانية وأكاديمية أن منطقة الخليج العربي تحظى باهتمام دولي لما لها من أهمية إستراتيجية واقتصادية ومالية ما جنبها من العبث وسلمها من الآثار المباشرة للحروب، وزاد: «المستقبل في علم الغيب ولا يمكن الركون إلى الماضي، وينبغي أن نعمل بشكل حثيث لتفادي عوامل القصور وتجاوز الاختلافات لنكون مؤهلين من أجل مواجهة كل الاحتمالات بما في ذلك امتلاك إيران للقنبلة النووية».


ونوه الأمير تركي الفيصل إلى أن خطر القيادة الإيرانية ماثل للعيان في الهيمنة السياسية والتدخلات في شؤون الدول الخليجية وسعيها الحثيث لامتلاك التقنية النووية وبالتالي امتلاك سلاح نووي وسط غموض نواياها، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجاهل سلوك القيادة الإيرانية وفصله عن مخاطر البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية التي تحمل الرؤوس النووية والمسيرات المفخخة، وقال: «المنطقة تعيش كل يوم هذا الخطر، إذ لم تتوان هذه القيادة ولا ندري ما الذي ستقدم عليه مستقبلاً، إيران خطر حقيقي لا سيما من خلال محاولاتها طيلة الأربعين عاماً لتنفيذ سياساتها، وعلى الرغم من أننا لا نكن عداءً لإيران ولا لشعبها كجيران ومسلمين، لكن يلزم الحفاظ على أمننا وهذا يحتم تحقيق توازن قوى معها، فالخلل يسمح للقيادة الإيرانية باستغلال الثغرات».

وحول الشأن اليمني أوضح الأمير تركي أن مبادرة السعودية الأخيرة لم تكن الأولى على الإطلاق فالسعودية داعية للسلام وهم دعاة حرب، معرباً عن عدم تفاؤله مستقبلاً لتعاون الحوثيين في هذا الصدد.

ومن جانبه، اقترح الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى تشكيل تجمع عربي مواز إزاء البرنامج النووي الإيراني يتحرك لمتابعة ما يبحثه المجتمعون في فيينا، أي أن نجتمع في الرياض أو القاهرة أو أي دولة من الدول العربية لتحقيق مصالح الخليج والعالم العربي، وإبعاد الشبح النووي عنها وتعريف مصالح الغرب بشكل واضح. وبدوره، أكد رئيس مجلس تحرير قناة العربية عبدالرحمن الراشد في كلمته بالمنتدى أن المرحلة الصعبة التي نعيشها تتطلب تحركاً جماعياً عربياً وليس خليجياً، وأن يكون واضح المسار يضع في الاعتبار توقعاتنا من تعديل الاتفاق والخيارات في حال تم التوقيع على الاتفاق، مستبعداً أن يشهد الاتفاق النووي معركة، وزاد: «هي معركة يمكن كسبها دون توجس سياسي من جانب إيران، وحديث عمرو موسى لتشكيل تجمع عربي مهم، فالخطر ليس على المنطقة الخليجية بل على مجموعة الدول العربية بما فيها مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي الأمن الإقليمي».