-A +A
«عكاظ» (الرياض)

لعبت العلاقات السعودية الأمريكية دورًا كبيرًا في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم، وتجنيبهما خطر الإرهاب العابر للحدود، وخطر الدول الراعية للإرهاب وفي مقدمتها النظام الإيراني، وساهمت في إحباط مخططات تنظيم القاعدة ودحر تنظيم داعش الإرهابيين.

وتطابق الموقفين السعودي والأمريكي تجاه تعزيز الاستقرار الإقليمي بما في ذلك الجهود المشتركة لتحقيق حل سياسي في اليمن وفق القرارات الدولية ذات الصلة والجهود المبذولة لمعالجة الوضع الإنساني، يعكس الرغبة المشتركة لدى قيادتي البلدين في اتخاذ كل ما من شأنه تعزيز أمن واستقرار المنطقة والقضاء على مصادر التهديدات المشتركة. وعكس الاتصال الذي أجراه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي جو بايدن (الخميس)، والأول من نوعه مع زعيم عربي، أهمية المملكة بالنسبة لواشنطن؛ كحليف إستراتيجي وموثوق فيه بالمنطقة، وتأكيد على الشراكة التاريخية بين السعودية والولايات المتحدة، ويرسخ الإيمان المشترك من قيادتي البلدين بأهمية هذه العلاقة الإستراتيجية في خدمة القضايا الثنائية والسلم والأمن الدوليين ومستقبل الطاقة في العالم. وشدد تأكيد بايدن على التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل مع المملكة لردع هجمات إيران ووكلائها والدفاع عنها أمام تلك التهديدات؛ على ما تتمتع به الرياض من ثقل أستراتيجي بالنسبة للحليف الأمريكي، ودورها في تثبيت أمن وسلام المنطقة. اتفاق الزعيمين السعودي والأمريكي على تبني سياسة الحوار المباشر بروح الشراكة والشفافية للتغلب على أية تحديات، يعكس حرصهما الشديد على عدم التأثير على العلاقات الإستراتيجية بين البلدين على خلفية القضايا التي يُمكن حلها بالمصارحة التامة وفق القنوات المعروفة. الإشادة الأمريكية بمستويات التقدم المحرزة في ملفات حقوق الإنسان، يعكس إيمانها وتقديرها لموجة الإصلاحات الضخمة التي أقرتها رؤية المملكة 2030. وعلى الرغم من بعض الهزات التي تعرضت لها العلاقات السعودية الأمريكية إلا أنها ظلت ثابتة وقوية وراسخة ولم تهتز أو تتأثر، إيمانًا من قيادتي البلدين بأن التعاون والتفاهم هما سبيل تجاوز كل التحديات الأمنية والاقتصادية مهما بلغت ضخامتها، على أساس من الاحترام والثقة المتبادلة. وظلت العلاقات السعودية الأمريكية على مدار العقود الماضية مثالًا يحتذى بعلاقة الحلفاء والشركاء، ولم تتأثر أو تتبدل حتى مع أعنف الهزات التي تعرضت إليها. التعاون في المجال العسكري والاستخباراتي والتدريب يُعد أحد الركائز الأساسية في العلاقات الإستراتيجية السعودية الأمريكية، حيث أسهم ذلك في تعزيز تلك العلاقات وبناء شراكة قوية بين البلدين.